مثيرةٌ للسخرية والاستهزاء، تلك القمة الافتراضية التي تعقدها الولايات المتحدة من أجل ” الديمقراطية”، في الوقت الذي لا تزال فيه ديمقراطيتها المزعومة تقتل وتفتك بالشعوب والدول الحرة والمقاومة والرافضة لكل مشاريعها ومخططاتها الاحتلالية والاستعمارية.
لكن وبقدر ما أن هذه القمة مثيرة للتهكم والاستهزاء، بقدر ما هي مثيرة أيضاً للحزن والشفقة السياسية، مثيرة للحزن لأنه لا يزال هناك الكثير من الدول التي تصدق هذه الأكاذيب والادعاءات والشعارات الأميركية، طبعاً بعيداً عن الدول الغربية التي تتشارك مع أميركا في الإرهاب والقتل والمخططات والمشاريع الاحتلالية والاستعمارية وكذلك في ادعاءات الحرية والديمقراطية وحماية حقوق الانسان.
أما لماذا تلك القمة هي مثيرة للشفقة السياسية؟، فلأن الولايات المتحدة، لا تزال تصدق نفسها مصدراً ومنبعاً للديمقراطية في العالم الذي يئن تحت وطأة تلك ” الديمقراطية ” المزعومة التي يُرفع لواؤها على أشلاء الشعوب وحطام الإنسانية.
أميركا التي نشأت على المجازر والقتل والإرهاب لا يمكنها بأي شكل من الأشكال أن تنصب نفسها راعياً ومدافعاً عن الديمقراطية، ليس لأنها الأكثر انتهاكاً للديمقراطية وحقوق الانسان فحسب، بل لأنها لا تزال تدمر وتقتل وتحتل تحت راية الديمقراطية، وهذا ما تجسد واقعاً خلال العقدين الأخيرين وحتى اليوم، وفي دول عديدة، بدءاً من العراق وأفغانستان واليمن وليبيا، وليس انتهاء بسورية التي لا يزال الإرهاب الأميركي يواصل قتل وحصار شعبها العظيم.
هي قمة افتراضية ليست لديمقراطية افتراضية ومزعومة فحسب، بل هي أيضاً قمة افتراضية لأنظمة وحكومات افتراضية لا تزال تدور في فلك السيد الأميركي، وتنصاع لقراراته وخياراته، وتأتمر بأوامره، وتلهث لإرضائه خوفاً على مصالحها ووجودها وعلى حساب حرية وكرامة وسيادة شعوبها، بل على حساب حرية وكرامة الإنسانية جمعاء.
نبض الحدث-فؤاد الوادي