أمم متحدة للقرن الحادي والعشرين

 

 

ليس وباء كورونا وحده الذي أظهر عجز العالم ومؤسساته الدولية والقومية والوطنية.. وأحزابه وطموحاته والنزعات التقدمية فيه، بالإضافة لذات الطابع المحافظ والرجعي… عن مواجهة مشكلات البشرية وترهاتها المتمثلة بالحروب والاقتتال عموماً والفقر والأمراض والأوبئة..

سبق ذلك فشل المحاولات ومن ثم التجربة، لإيجاد الهيئة الدولية التي ترعى السلام والتنمية وثقافة الشعوب وتحضرها.. وإلى حد كبير اعترف العالم في مواقع شتى بالحالة غير المرضية.. أو البائسة لواقع البشرية ومستقبل الحياة على الكرة الأرضية..

ربما كانت المطالبات الكثيرة والمتكررة لإصلاح هيئة الأمم المتحدة بما يضمن لها إمكانية التصدي للمهمات الملقاة على عاتقها بنسبة معقولة، هي التعبير الأكيد عن شعور البشرية بالواقع المتردي وانهيار الأخلاق والنزوع إلى التعاون الدولي..

إلى حد كبير ما زالت المطالبات بإصلاح هيئة الأمم المتحدة قائمة.. لكنها ليست خجولة وحسب.. بل غير جدية وعاجزة.. والعالم أحوج وأجدر بمنظمة دولية جديدة إن كانت لا تتجاهل مؤسسات هيئة الأمم المتحدة.. فهي يجب أن لا تولد من ضلعها كما ولدت الأمم المتحدة من ضلع عصبة الأمم المتحدة.. التي ولدت بدورها من ضلع عصبة الأمم ذات المنشأ شبه الأوربي التي جاءت بعد نهاية الحروب النابليونية.. وعندما أظهر اندلاع الحرب العالمية الأولى، وما عرفته البشرية من مآسٍ وويلات خلالها، عجز وفشل عصبة الأمم.. تدخلت الولايات المتحدة بمشروع لها أنشأت بموجبه عصبة الأمم المتحدة التي استمرت نحو ربع قرن ولم تدخل في عضويتها، الدولة المؤسسة لها باقتراح من رئيسها “الولايات المتحدة الأميركية”.

بعد أن سقطت عصبة الأمم المتحدة موضوعياً بقيام الحرب العالمية الثانية.. وتم حلها في أواسط القرن الماضي.. قامت منظمة الأمم المتحدة.. التي تشهد أحداث العالم اليوم وتطورات دوله وعلاقاتها على شبه سقوط نهائي لها.. ولاسيما من ناحية التجاوزات عليها وعلى مؤسساتها مما يفرض عليها اليوم التبعية شبه الكاملة للولايات المتحدة الأميركية!! وحيث لا تكون هذه التبعية تنسحب الولايات المتحدة.. كما حصل مؤخراً مع منظمة الصحة العالمية..

ليس ثمة شك.. أن الولايات المتحدة الأميركية تفكر اليوم ومنذ سقوط منظومة الدول الاشتراكية ومعها الاتحاد السوفييتي بتغيير المنظمة الدولية وباتجاه الحل الكامل وإيجاد المنظمة التي تقر وتتكفل بأولوية وقيادة الولايات المتحدة.. وهذا يعني.. تمهيداً لسقوط آخر يتبع خراباً وويلات للعالم كالتي تحدث اليوم..

و السؤال :

هل يتمتع العالم الآخر.. أقصد العالم خارج الغرب الاستعماري… بكفاءة لإنشاء أممه المتحدة القادرة على مواجهة كورونا ومنع الحصارات والحروب والعقوبات والسقوط الأخلاقي الناجم عن تراكم الفساد ومخالفة القانون ؟؟

أقدر حجم الطوباوية في هذا الطرح شبه المستحيل .. !!

معا على الطريق – أسعد عبود

 

آخر الأخبار
"التسليف الشعبي" لمتعامليه: فعّلنا خدمة تسديد الفواتير والرسوم قواتنا المسلحة تواصل تصديها لهجوم إرهابي في ريفي حلب وإدلب وتكبد الإرهابيين خسائر فادحة بالعتاد والأ... تأهيل خمسة آبار في درعا بمشروع الحزام الأخضر "المركزي": تكاليف الاستيراد أبرز مسببات ارتفاع التضخم "أكساد" تناقش سبل التعاون مع تونس 10 مليارات ليرة مبيعات منشأة دواجن القنيطرة خلال 9 أشهر دورة لكوادر المجالس المحلية بطرطوس للارتقاء بعملها تركيب عبارات على الطرق المتقاطعة مع مصارف الري بطرطوس "ميدل ايست منتيور": سياسات واشنطن المتهورة نشرت الدمار في العالم انهيار الخلايا الكهربائية المغذية لبلدات أم المياذن ونصيب والنعيمة بدرعا الوزير قطان: تعاون وتبادل الخبرات مع وزراء المياه إشكاليات وعقد القانون تعيق عمل الشركات.. في حوار التجارة الداخلية بدمشق بمشاركة سورية.. انطلاق فعاليات المؤتمر الوزاري الرابع حول المرأة والأمن والسلم في جامعة الدول العربي... موضوع “تدقيق العقود والتصديق عليها” بين أخذ ورد في مجلس الوزراء.. الدكتور الجلالي: معالجة جذر إشكالي... بري: أحبطنا مفاعيل العدوان الإسرائيلي ونطوي لحظة تاريخية هي الأخطر على لبنان عناوين الصحف العالمية 27/11/2024 قانون يُجيز تعيين الخريجين الجامعيين الأوائل في وزارة التربية (مدرسين أو معلمي صف) دون مسابقة تفقد معبر العريضة بعد تعرضه لعدوان إسرائيلي الرئيس الأسد يصدر قانوناً بإحداث جامعة “اللاهوت المسيحي والدراسات الدينية والفلسفية” الرئيس الأسد يصدر قانون إحداث وزارة “التربية والتعليم” تحل بدلاً من الوزارة المحدثة عام 1944