الثورة أون لاين – فؤاد الوادي:
وحده الخطاب الإعلامي المعادي الذي أعقب انفجار بيروت وشكله ومضمونه قد يكون كفيلاً بكشف وإماطة اللثام عن الكثير من الخفايا والحقائق والأطراف التي تقف خلف الانفجار في حال تأكد أنه كان متعمداً وفعلاً إرهابيا تخريبياً.
فمنذ اللحظة كان اللافت جداً ذلك الضخ الإعلامي الهائل من بعض وسائل الإعلام المعادية التي سارعت إلى توجيه أصابع الاتهام إلى المقاومة اللبنانية، وهذا الأمر يعيدنا إلى كل المحطات السابقة في الحرب العدوانية التي شنتها أميركا وحلفاؤها على المنطقة، واستخدام أساليب التضليل ذاتها.
حيث كانت تلك المحطات وبحكم أدوارها ووظائفها ومهماتها المنوطة بها من قبل الكيان الصهيوني والولايات المتحدة جاهزة أثناء الحرب العدوانية على سورية لرشق وقذف الدولة السورية وحلفائها بسهام الخداع والتزييف والأكاذيب، وهذا ما أثبتته الأيام اللاحقة حيث كانت الحقائق مناقضة ومغايرة تماماً لما تنفثه تلك الأبواق التي باتت مكشوفةَ الغايات والأهداف من سموم.
وهذه البروباغندا الإعلامية، كانت ساذجة وغبية جداً ليس في الطرح ونقل الخبر فحسب، بل كانت بلهاء في الاتهام أيضاً، لأنها كعادتها وكما أسلفنا وبحكم دورها ووظيفتها الصهيو أميركية، لا تبحث عن الحقيقة، بل تلهث وراء اتهام الآخر بأي شكل من الأشكال حتى لو كان ذلك عن غباء مفرط في تناول الحدث ومسبباته وغاياته.
من خارج الدائرة، تبدو الصورة أوضح وتبدو مقاربة الحدث، لاسيما بعد تجميع لكامل المعلومات التي سبقت ورافقت ذلك الانفجار المهوول، تلك المعلومات التي سارعت تلك المحطات المعادية إلى تغييبها ونفيها برغم أنها صدرت من مصادرها الرئيسة، مثلاً : ماذا يعني التصريح المتكرر للرئيس الأميركي دونالد ترامب عن أن هذا الانفجار وبحسب معلومات دقيقة من استخبارات بلاده قد يكون هجوماً من طرف ما؟ في وقت أعلنت فيه الكثير من المصادر الإعلامية اللبنانية الرسمية أنه كان هناك طائرات إسرائيلية تحوم فوق مرفأ بيروت قبيل الانفجار بلحظات ، وهذا الخبر أيضاً لم تتناوله أي من تلك المحطات العميلة وهذا أيضاً ما يطرح الكثير من إشارات التساؤل والاستفهام، وماذا يعني مسارعة تلك المحطات المتصهينة إلى تحميل واتهام المقاومة اللبنانية بتخزين مواد متفجرة في ميناء بيروت حتى قبل أن تطفأ وتخمد نيران الانفجار وحتى قبل صدور أي رواية رسمية من الدولة اللبنانية التي نفت هذا الأمر في وقت لاحق عندما قالت إن تلك المواد هي مواد مخزنة في الميناء منذ أكثر من ستة سنوات.
كما أن بلاهة تلك الأبواق الإعلامية تجلت في تجاهل الكثير من الحقائق الساطعة والتي توجه البوصلة نحو الأطراف الحقيقية المستفيدة من هذا الخراب والدمار، وهما إسرائيل وأميركا اللذان يجهدان للعبث بعناوين وحوامل المشهد في المنطقة على وجه العموم، ولبنان والدول المحيطة والحليفة على وجه الخصوص.
أبرز تلك الحقائق أن ما جرى وبغض النظر إلى عما إذا كان انفجار الميناء عملاً إرهابياً أم لا، هو يندرج ضمن سياق التخريب والعبث الأميركي والإسرائيلي بما يضمن استمرار حالة الفوضى قائمة في عموم المنطقة وبما يضمن الحضور والتدخل الأميركي والإسرائيلي والدولي في شؤون المنطقة.
الإجابات المفقودة التي تبحث عنها صحيفة نيويورك تايمز من وراء هذا الانفجار الكارثي، تكاد تكون مكدسة على أرصفة الذاكرة قريبها وبعيدها، خاصة أن وسائل الإعلام الإسرائيلية بدأت تحوم حول أبعاد وخلفيات (الهجوم) عندما قالت إن هذا الحدث سوف يعيد ترتيب خارطة الصراع مع محور المقاومة