الثورة أون لاين – هفاف ميهوب:
ينيرون الحياة كلّما أظلمت فضاءاتها، ويعانقونها بإرادةٍ لا تمنعها المعاناة من الارتقاء بأمنياتها.. ضحّوا بأجزاءٍ من أجسادهم لتبقى الكرامة شامخة في وطنهم، ولم يتوقفوا عن بلسمة جراحه التي هي جراحهم.
إنهم جرحى الجيش العربي السوري، ممن أبتْ شجاعتهم، إلا الاستمرار في تقديم إنجازات أرادوا من خلالها جعل العالم بأكمله يدرك بأن رسالتهم:
“إصابتنا لا تعني عجزنا واستسلامنا، أو الانكفاء بعيداً عن الحياة ضمن كرسي أو سرير.. جراحنا هي سبب صمودنا وهي سبب انتصارنا”.
إنها رسالة المقاتل الجريح “غياث الديوب” الذي أصيب بشللٍ في أطرافه السفلية أثناء تصديه للإرهابيين في محافظة حلب.
الرسالة التي أطلقها منذ عام 2018 عندما قام بالمسير من مدينة حماة إلى ساحة الأمويين في دمشق، ولمدة خمسة أيام قطع خلالها على كرسيه المتحرك، مسافة 200 كيلو متر.
هي مبادرة، كان قد أعلن بأنه سيكررها وها هو يفعل “بمناسبة عيد الجيش العربي السوري، وإجلالاً وإكراماً لأرواح شهدائنا الأبرار، ووفاءً لدماء جرحانا الأبطال”.
هاهو يكررها صباح يوم أمس الأحد 9/8/2020، وبمشاركة الاتحاد الرياضي العام، والاتحاد العربي السوري للرياضات الخاصة. ينطلق في مسير جريح الوطن على الكرسي، ومن أمام مبنى محافظة “حماة” في ساحة العاصي إلى محافظة “حلب”.
ينطلق على كرسيه المتحرك رافعاً إشارة النصر لسوريته، ومعلناً أن شعار رحلته:
“جراحنا شرفنا، وسبب صمودنا وانتصارنا.. إن دماء الشهداء والجرحى هي السبب الرئيسي في فتح طريق “حماه -حلب” وفك الحصار عن أهلنا في حلب.
الرحمة والخلود لشهدائنا الأبرار والشفاء العاجل للجرحى”.
نعم هو شعاره كما شعار كل مقاتل سوري هو شهيدٍ حي.. كل جريح سيبقى يدون بإرادته وإصراره على الدفاع عن وطنه السوري:
“إلى الأعداء الحاقدين والخونة والمتآمرين.. نحن جرحى الجيش العربي السوري، سنبقى نواجهكم، لأننا قادرون رغم إصابتنا على دحركم وسحقكم، وعلى الصمود وصولاً إلى النصر أو الشهادة، وتحقيق إنجازات نفخر بها كما نفخر بالكرامة التي تنقصكم”.