تشهد منطقة الجزيرة السورية مرحلة تحول مهمة في مواجهة المحتل الأميركي، وذراعه الإرهابي “قسد” انطلاقاً من قناعة راسخة بأن المقاومة الشعبية هي الخيار الأنجع لاستعادة الأرض، وحماية السيادة الوطنية، وحماية الثروات الطبيعية من أعمال النهب والسرقة، وخاصة أن احتلال منطقة الجزيرة، وانتهاك سلامتها وحرمتها هي خط أحمر لا يمكن التغاضي عنه تحت أي ظروف.
إعلان العشائر العربية الأصيلة عن البدء بالمقاومة الشعبية لطرد المحتل الأميركي ومرتزقته، تمليه ضرورة التصدي للمشروع الصهيو-أميركي الذي تحاول واشنطن فرضه بقوة السلاح، بعدما احتلت أجزاء من الأرض، مستغلة انشغال الجيش العربي السوري بعمليات تطهير الأرض من رجس الإرهاب الوهابي التكفيري، حسب سلم الأولويات، ولاسيما أن معركة تحرير إدلب لطالما بقيت هي الأساس لجهة اقتلاع آخر بؤر التنظيمات الإرهابية التي ترتكب جرائمها تحت إمرة نظام اللص أردوغان، وهذه المعركة مرتبطة بشكل وثيق بالمعركة في منطقة الجزيرة، ولهذا السبب وضعت منظومة الإرهاب الأميركي العراقيل تلو الأخرى لتأخير الجيش من إنجاز عملية تحرير إدلب، ليتسنى لواشنطن تقوية شوكة مرتزقتها “قسد” في منطقة الجزيرة، لحراسة حقول النفط ريثما يتم نهبها أولاً، ولتكون درعاً واقياً لقوات الاحتلال الأميركي في أي مواجهة قادمة من جهة ثانية، والجميع يشاهد اليوم حجم الجرائم التي ترتكبها الميليشيا العميلة من أجل حماية الوجود الأميركي غير الشرعي، الذي تستمد منه سطوتها، وجرأتها في التطاول على حقوق السوريين أصحاب الأرض الحقيقيين في تلك المنطقة.
تأكيد العشائر العربية الأصيلة أن العمل على تحقيق التحرير الشامل للأراضي السورية سيكون بالتنسيق مع الجيش العربي السوري، يوضح الحقيقة الراسخة بأن الشعب والجيش هما قوة متلاحمة، فمقاتلو هذا الجيش البطل هم بالأصل أبناء هذا الشعب المقاوم الذي سبق أن تصدى لكل أشكال الغزو والعدوان في مراحل سابقة، طرد المحتل العثماني، والمستعمر الفرنسي، ويقهر بصموده اليوم الإرهاب الأميركي والصهيوني والتركي والغربي، ويواجه كل أشكال الضغوط السياسية والاقتصادية التي تفرضها منظومة الإرهاب الأميركي، وهذا الصمود والانتصار، ما كانا ليتحققا لولا تضحيات جيشنا الباسل، ووقوف شعبنا الأبي إلى جانبه في كل مرحلة من مراحل الانتصار.
” قسد” أنشئت أميركياً لتكون واجهة مشروع التقسيم الذي تسعى إدارة الإرهاب الأميركي لفرضه على الأرض بما يخدم المخطط الصهيوني الرامي إلى تفتيت دول المنطقة انطلاقاً من البوابة السورية، وهذه الميليشيا العميلة ارتضت أن تكون الأداة الرخيصة لهذا المشروع، رغم كل الدعوات التي وجهتها لها الدولة السورية للعودة إلى حضن الوطن، والانخراط في صفوف الجيش لمواجهة الأعداء الطامعين، وهذا يثبت مجدداً أن أولئك المرتزقة لا يمتون بأي صلة للشعب السوري، وسيبقى وجودهم مجرد حالة طارئة ستنتهي فور طرد المحتل الأميركي الذي بدأ يتلمس رأسه، بعد انتصارات الجيش العربي السوري، وتنامي قدرة المقاومة الشعبية.
البقعة الساخنة – بقلم أمين التحرير ناصر منذر