انتفاضة أهلنا في دير الزور والحسكة ضد ميليشيا (قسد) الإرهابية ومشغلها الأميركي لم تتوقف عند حدود تدمير الآليات العسكرية لهذه الميليشيا الانفصالية كما حدث بالقرب من حقل العمر النفطي، ولا عند حدود استهداف عناصرها المرتزقة أينما حلوا وعاثوا فساداً ودماراً، بل ها هي تتطور إلى مقاومة شعبية تؤرخ لحقبة جديدة من تحرير الأرض والإنسان من الغزاة وأدواتهم.
فحجم جرائم المحتلين وأدواتهم العميلة تؤشر إلى أن مظاهرات القبائل العربية في الجزيرة السورية لن تتوقف، واحتجاجاتها ومقاومتها الباسلة ستستمر حتى تطوى صفحة التنكيل بأهلنا هناك، وحتى تنهي عصابات (قسد) والمحتل الأميركي حصار قراهم وبلداتهم، وتكف عن اختطاف شبانهم واغتيال وجهائهم وشيوخ عشائرهم، وتوقف سرقتها لمقدراتهم وثرواتهم، وحتى يطرد أهلنا المنتفضون آخر عميل ومحتل من كل قرية سورية عاثوا فيها قتلاً وسرقة وإجراماً.
حقبة جديدة ستضع انتفاضتها ضد مجموعات (قسد) الانفصالية الإرهابية حداً لجرائم هذه الأخيرة بحق السوريين، وستنهي فصول التشريد والقتل وحرق المحاصيل وقطع المياه وسرقة الممتلكات التي امتهنتها على مدى الشهور والسنوات الماضية، وستنهي عهد المخططات الانفصالية المشبوهة، وستذهب باتفاقات سرقة النفط بينها وبين المحتلين وشركاتهم ومندوبي الكيان الصهيوني الغاصب أدراج الرياح.
لقد ظن العملاء أن بطشهم وإجرامهم بحق أهلنا سيجعلهم طوع أمر منظومة العدوان فتلبي أوهامهم، لكن هؤلاء المرتزقة أدركوا اليوم، وبعد انتفاضة أهلنا في دير الزور والرقة والحسكة، أن حسابات حقلهم الانفصالي لم تنطبق على حصاد بيدرهم الإرهابي، فقد توحدت القبائل ضد إجرامهم، وتم توحيد خطواتها حيال ما يجري في منطقة الجزيرة السورية من اعتداءات تقوم بها هذه الميليشيا الانفصالية بدعم أميركي صهيوني وعبر ممارسات إجرامية واعتداءات على حرمات الوطن ونهب خيراته وتصفية رموزه الوطنية.
إنها رسائل انتفاضة أهلنا الباسلة والحية للمحتلين وأدواتهم، والتي تقول لهم: لن تمر مشاريعكم الاستعمارية المشبوهة من هنا، ولن نتوقف حتى نحرر أرضنا وإنساننا، وستكون انتفاضتنا الخطوة القاضية لأطماعكم، رسائل تحمل في طياتها معاني بالغة لمنظومة العدوان بأن السوريين لن يسمحوا لأي مشروع انفصالي أو احتلالي أن يمر مهما كان الثمن.
نبض الحدث – بقلم مدير التحرير أحمد حمادة