الثورة اون لاين- نيفين أحمد:
“أكره فيروس كورونا، لأنه جعلني أبقى بالمنزل طوال الوقت ، وجعل الناس خائفين هكذا تلخص جويل معرفتها عن هذا الفيروس الذي ملأ الدنيا وشغل العالم. قد لا تدرك هذه الطفلة، وكثيرون غيرها من أطفال العالم، كافة التفاصيل المتعلقة بفيروس كورونا، لكنهم يرون أمامهم عالماً فيه الناس “محبوسون في البيوت، لا يستطيعون زيارة أو استقبال أحد”
وسط كل هذا الخوف تحمل جويل خوفها الخاص. هي تعلم مما تسمعه ممن حولها من البالغين، أو مما تبادلته من حوارات مع أصدقائها، قبل إغلاق مدرستها، أنها بسنواتها التسع أقل عرضة للتأثر بالفيروس، لكنها تردد “أنا خائفة على جدي وجدتي و أخاف أن يصيب الفيروس أمي وأبي وأخي وأظل في البيت وحدي” تقول تلك الكلمات بعين تلامس البكاء وشوقها لأن ينتهي الوباء لتقوم بزيارة اصدقائها وبيت جدها وتسافر إلى قريتها التي هي عشقها .
لقد شكّل تفشي فيروس كورونا والإجراءات المتعلقة به ضغوطاً كبيرة اقتصادية واجتماعية و نفسية وخاصة على عالم الأطفال قبل الكبار حيث لم يسمح لهم هذا الوباء بقضاء وقتهم كما يحلو لهم من لعب ورؤية أصدقائهم وممارسة نشاطاتهم المعتادة في الصيف.
حيث ينظر الكثير من الأطفال إلى فترة إغلاق المدارس على أنها إجازة للعب والاستمتاع وكل عائلة عملت كل ما بوسعها لتقضية أوقات مع ابنائهم في فترة جلوسهم القصري في المنزل نتيجة تفشي الوباء
تقول ام ورد حاولت قدر المستطاع ان أكون بجانب أولادي في هذه المرحلة الحساسة من خلال دعمهم نفسيا حيث قررت من بداية انتشار الوباء والحظر ان أقوم بتأمين كل ما يلزم لأطفالي من كتب ومساعدتهم لقراءتها وتنمية قدراتهم المعرفية وتنظيم وقتهم والاهتمام بصحتهم البدنية بالإضافة إلى تخصيص وقت للترفيه واللعب معهم انا ووالدهم
بدورها أم آدم تقول: أولادي بمراحل عمرية أكبر قليلا من صديقتي ام ورد لذلك يقضون معظم وقتهم بممارسة موهبتهم والتي يقضون وقت كبيرفيها وهي موهبة الرسم وأحيانا بقراءة روايات ومشاهدة افلام مسلية وغيرها الكثير من النشاطات التي تسهم في تنمية إدراكهم المعرفي، وأحاول جاهدة أن يكونوا بعيدين عن وسائل التكنولوجيا الحديثة حتى لايصبحوا عرضة للتكنولوجيا متأثرين بها كالكثيرين من ابناء جيلهم فأنا أخصص أوقات وساعات لاستخدامه .
لقد ساعد تحول الكثيرين إلى العمل من المنزل من تشكيل فرصة لقضاء الأهل لوقت أطول مع أبنائهم ودعمهم نفسياً وتعليمياً و إمكانية الاستفادة من وسائل التواصل الاجتماعي والبقاء قريبين ولو افتراضياً من الأحبة والأصدقاء إلى أن ينتهي هذا الوباء وإجراءات التباعد الاجتماعي التي فرضها فيروس كورونا والذي نتمنى زواله قريبا .