الثورة اون لاين – غصون سليمان:
يسهرون على راحة الآخرين ،ويقدمون خدماتهم لمرضاهم بكل أمانة، نراهم يعيشون كل حالات القلق والتوتر وهم على تماس مباشر في معالجة وباء لايرحم أحدا من ابناء البشر .
طاقمنا الصحي بجميع كوادره الطبية والتمريضة والفنية دفع بعضه الثمن غاليا من عافيته منذ الافصاح عن انتشار كوفيد ١٩ عالميا لما يقارب الستة أشهر،وأخذ هذا الفيروس يتمدد في كل الاتجاهات وينال من أبناء مجتمعنا في احصائية متزايدة كل يوم. بعدما توجعت منه دول العالم ومازالت .
ومع بذل التعب والجهد المضنيين للتخفيف من مخاطره والحد من انتشاره فإن الإشراف على معالجة أعراض الفيروس المؤلم قد يكون من نصيب من يتعاملون مع مرضى كورونا بشكل متواصل أو حتى آن أو لحظي في المشافي والمرافق الصحية فهم يعانون بشكل عام من عدم توفر اللباس الواقي وكل مستلزمات الحذر والحيطة للوقاية بالشكل الكافي لمحاصرة فيروس يتسلل خلسة إلى النفوس والأجساد بأعراض مختلفة من الألم.
يروي أحد الأزواج معاناة زوجته الممرضة في احدى المشافي العامة وكيف أنها حذرت أهلها وعائلتها وجيرانها منذ البداية وأكدت ضرورة العمل بالإجراءات الوقائية قدر الإمكان ،ولأن المرض لايعرف التمييز بين فقير وغني. جاهل ومتعلم، مواطن ومسؤول.مرضى او أصحاء فأنه لا أحد على رأسه ريشة كما يقول المثل ،فقد أصيبت هي بالكورونا.
ويذكر الزوج على لسان زوجته كيف طلبت منه أن يأخذ الأولاد إلى عند الأهل في إحدى قرى مدينة حماة منذ مايقارب الشهر والنصف تحسبا لأي طارئ لطالما هي ليست بمنأى عن الخطر .
وعن تلك الأعراض التي لامسها وأدركها عن قرب يوضح الزوج انه مذ شعرت أم أولاده ببعض الأعراض العامة لكورونا نتيجة أخذ الصور والتحاليل لبعض المرضى.وأن الاجراءات الاحترازية ليست متوفرة بالشكل المطلوب حجرت نفسها داخل المنزل وبدأت رحلتها مع الصداع والحرارة في الرأس إلى السعال والشعور بالضعف والوهن العام،الى حالة الإقياء والإسهال المتعبة جدا، إلى الشعور بضيق التنفس والاختناق وقد تم التعامل مع هذه الأعراض بما توفر من أدوية مطلوبة وفيتامينات وفاكهة وبعض انواع الطعام. أما معالجة الاختناق فكان من خلال السهر طوال الليل على سطح المنزل نظرا لتعذر الإقامة في المشفى.
تماثلت الزوجة إلى الشفاء وأخذت تستعيد عافيتها شيئا فشيئا لتعود الى عملها ومرضاها.
كانت تجربة قاسية ومرة جدا كما يصفها الزوج في ظروف صعبة وغلاء لايرحم جيبا،ونفوس أنهكها الحزن والقهر وقلة الحيلة .
بالمختصر بتنا ندرك بل من الضروري أن يدرك الجميع أن التحلي بالوعي واعتماد طرائق وأساليب وإجراءات الوقاية المناسبة من نظافة شخصية ومنزلية وبيئية ،والابتعاد عن فوضى الزحمة والذروة قدر الإمكان فذلك يعد بمثابة المضاد الحيوي الأول لإبعاد المرض او التقليل من مخاطره .
فلفحات المرض تلامس معظمنا بشكل وآخر ،بعضه خفي لاندركه بيننا وبعضه فاضح لايمكن التستر عليه او تجميله.
وبالتالي كلنا مسؤولون على نشر الثقافة الوقائية وضرورة تعليم الأسر والمدارس لأطفالنا والناشئة ضرورة الرعاية الاهتمام بالبيئة والحفاظ على التنوع البيئي وكيف يكون المرء بناء ومصلحا ومحبا ومنتميا منذ صغره لأرضه ووطنه .
مع أمنيات السلامة والعافية للجميع .