الثورة أون لاين – رامز محفوظ:
لم تكن الأطماع التركية في سورية وفرض سياسة التهجير والتتريك وليدة اللحظة بل هي متجذرة في نهج العثمانيين منذ الأزل، ويحاول اللص أردوغان اليوم أن يحييها مجدداً في محاولة جديدة منه لاستعادة جذور أجداده السفاحين والسير على نهجهم القائم على السلب والنهب والتهجير والقتل والاستبداد بحق الشعوب .
أردوغان يحاول اليوم من خلال بلطجته وبطشه واستبداده وتهجيره للمواطنين السوريين في مناطق احتلاله في الشمال أن يعيد عهد أجداده و تاريخهم الأسود الذي يعري ممارساتهم ووحشيتهم بحق الدول التي وقفت ومازالت في وجه أطماعهم التوسعية، فمن المعروف اليوم أن المناطق التي تحتلها قوات النظام التركي والفصائل الإرهابية التابعة لها في الشمال السوري، الأكثر خضوعاً لسياسات التتريك والتغيير الديموغرافي الخطيرة، ولا يُستبعد أن تطال سياسة التتريك أيضاً مُدناً ليبية باتت خاضعة لسيطرة قوات النظام التركي وميليشيات الإخوان والمرتزقة، خاصة في طرابلس ومصراته.
مع أن نظام أردوغان لم يحقق مشروعه الإرهابي التوسعي في سورية بعد، وساعة طرده باتت وشيكة، إلا أنه يسابق الزمن لتكريس وجوده الاحتلالي، وذلك بتعزيز عمليات التغيير الديموغرافي والتتريك في المناطق التي يحتلها، حيث يعمد هذا النظام بعد سيطرته على المناطق الممتدة من رأس العين إلى تل أبيض، وبعد تهجيره ما يزيد عن 300 ألف من أهالي تلك المناطق، وتدمير بيوتهم، على جلب الإرهابيين وعائلاتهم ومن مختلف الجنسيات لتوطينهم بغية تحقيق أهداف سياسية بحتة، الغاية منها تغيير هوية المنطقة بشتى الوسائل وإجراء تغيير ديموغرافي وتعزيز عمليات التتريك.
ولا تزال قوات الاحتلال التركي والمجموعات الإرهابية التي تعمل تحت إمرتها تواصل سياستها القمعية الممنهجة لدفع من تبقى من السكان الأصليين في مناطق سيطرتها في الشمال للخروج من مناطقهم، حالهم كحال من رفض التهجير من أهالي عفرين، وباتت مناطق كثيرة في الرقة والحسكة تشهد توطيناً متصاعداً لعائلات الإرهابيين، على حساب السكان الأصليين لها.
ورأى مراقبون أن الأمم المتحدة ستكون متواطئة مع أردوغان في مخططاته الرامية إلى إحداث تغير ديموغرافي في شمال سورية، إذا لم ترفع صوتها ضدّ مخططات أنقرة.
وفي خطوة جديدة تعكس حقيقة النهج الاردوغاني القائم على التوسع والسيطرة وفرض سياسة التتريك كشفت وسائل إعلام عن تصديق مجلس التعليم العالي في النظام التركي أمس على توسيع فروع جامعة (غازي عنتاب) لتشمل المناطق التي تحتلها قواته شمال سورية عبر افتتاح ثلاثة أقسام دراسية جديدة فيها.
وكانت مصادر أهلية وعشرات التقارير الإخبارية والميدانية أكدت أن النظام التركي عمل على توطين الإرهابيين وعائلاتهم في منازل الأهالي الذين تم تهجيرهم منها بالقوة ضمن خطة تغيير ديمغرافي للمناطق المحتلة.
يشار إلى أن مواقع إعلامية وصحف تركية معارضة كانت قد كشفت أن نظام أردوغان يحاول ترسيخ احتلاله للمناطق السورية عبر طباعة خرائط جديدة تظهر تلك المناطق على أنها تابعة لتركيا وهذا ما كشفه أيضاً الكاتب التركي جتين غورر في مقال نشره موقع أحوال التركي حيث أكد أن الخرائط التي تعرض مؤخراً في وسائل إعلام حزب العدالة والتنمية الحاكم تكشف وجه نظام أردوغان الحقيقي فهي تصور توسع تركيا وتمددها حيث تضم مناطق من سورية والعراق وغيرها، فيما أكد عدة كتاب أتراك أن ادعاءات أردوغان بشأن مبررات احتلاله لأجزاء من الأراضي السورية باطلة وأن هدفها هو تتريك المنطقة والسيطرة عليها اقتصادياً وثقافياً واحتلالها جغرافياً