الثورة أون:
لم تقف جراحهم حاجزاً أمام رغبتهم باستمرار العطاء بعد أن زرعوا جزءاً من أجسادهم في تراب سورية دفاعاً عنها في وجه الإرهاب ليجلسوا من جديد على مقاعد الدراسة حباً بالعلم ووطنهم الذي يحتاج جهود جميع أبنائه وبدأت معها حكاية عطاء جديدة عنوانها العلم.
مجموعة من جرحى الجيش العربي السوري قدموا امتحانات التعليم الأساسي للعام الدراسي 2019-2020 ليكونوا بين صفوف الناجحين والمتفوقين في حفل تكريم أقامته محافظة اللاذقية ومنهم الجريح محمد علي صالح الذي حصل على 2540 درجة واصفاً عودته للدراسة بأنها استمرار لمرحلة العطاء للوطن بعد التضحية بالدم.
صالح أراد من الدراسة وبعد أن أقعدته إصابته على كرسي متحرك أن تكون حافزاً لأطفاله الأربعة فخاض معهم لحظات الدراسة والنجاح من جديد وقال “شعور جميل أن يخط الشخص طريقاً جديداً له.. وكما أسهمنا في الدفاع عن الوطن.. نستطيع أن نشارك في بنائه”.
وبتشجيع من زوجته وأصدقائه تقدم الجريح مراد محمد اسماعيل لامتحانات التعليم الأساسي التي ترافقت مع دعم من برنامج جريح الوطن واصفاً نجاحه بأنه خطوة أولى لحياة جديدة نضع فيها الإصابة خلفنا لتحقيق الأفضل وصولاً إلى الجامعة.
الجريح علي ديبة هو الآخر لقي الدعم من برنامج جريح وطن وقال البرنامج قدم لي كل المستلزمات الأساسية لتحقيق النجاح بدءاً من القرطاسية وصولاً للمتابعة الدراسية من المدرسين لافتاً إلى أن مرحلة التحضير للامتحانات كانت مبنية على التعاون لتحقيق هذا الهدف موجهاً الشكر لكل من ساعده لتحقيق هذه النتيجة وأنه مستمر بهذه الرحلة التي بدأها وصولاً للجامعة.
وأكد الجريح اسماعيل حميشة أن العطاء للوطن لا يمكن أن يتوقف “وكما قدمنا أجسادنا ودماءنا في مواجهة هذه الحرب والإرهاب فإن العلم ميدان آخر للمواجهة وقادرون على الخوض فيه والانتصار كما في الميدان” معرباً عن رغبته باستمرار الدراسة مع توافر الدعم اللازم من برنامج جريح الوطن ودخول كلية الحقوق.