ربما كتبت على هذه المساحة من قبل، وكتب غيري من الزملاء عن دور الأسرة وكل فرد فيها في مواجهة وباء كورونا، ليس من جهة خطوات التعقيم وعدم الاختلاط فقط، وإنما تحقيق التباعد المكاني في حال احتجنا للخروج لتسيير أعمالنا وشراء احتياجاتنا.
لكن مانراه حتى اليوم من ازدحام شديد خاصة عند بعض الأفران والمصارف، وصالات السورية للتجارة أيام توزيع المواد المدعومة وهي الرز والسكر، يجعلنا نلوم المؤسسات والجهات المعنية، وننتقد عدم إيجاد آلية توزيع تطمئن المواطن عند حصوله على حصته ونحن محقون في ذلك، خاصة مع الغلاء الفاحش وتردي أوضاعنا المعيشية، لدرجة عدم تأمين الغذاء الكافي لتعزيز مناعة أجسامنا وأجسام أبنائنا، لكن هل نعجز نحن كأفراد عن تنظيم دور عند الشراء أو المراجعة لوقاية أنفسنا؟ هل نعجز عن التعاون مع الموظف الذي يطلب منا الالتزام للانتظام بالدور؟.
يقف في الازدحام الشديد سيدات ورجال، هم أمهات وآباء، وهم بذلك يعرضون أنفسهم وجميع أفراد أسرتهم وأقربائهم لخطر الإصابة، يصعب الكلام هنا لأننا عشنا نحن السوريين أقسى وأصعب الظروف وأشدها إيلاماً، لانكاد نخرج من ألم ومحنة حتى ندخل في غيرها وقبل أن نتعافى، لكن هل نلقي بأنفسنا وأبنائنا إلى التهلكة؟
لم يعد أمامنا اليوم بعد الانتشار الكبير للوباء، وضعف الواقع الصحي، إلا الاعتماد على أنفسنا لحماية أسرنا، وأول ما علينا فعله تجنب الازدحام، لننتظر وقتاً أطول مقابل التقيد بمسافة الأمان، لنكن متعاونين مع أنفسنا أولاً ثم مع ما تقدمه الحكومة ثانياً، ونعتمد مبدأ الوقاية ليمر هذا الوقت الصعب، كما مر غيره علينا.
عين المجتمع- لينا ديوب