التعليم الفني…….اختيار المحظوظين

 

 

أعلنت وزارة التربية مؤخراً عن علامات القبول في التعليم العام للناجحين في شهادة التعليم الأساسي، مرتفعة في طرطوس واللاذقية ومتدرجة من دمشق إلى الرقة.

وبهذا المعنى فإن من لم يحصل على تلك العلامات، مجبر أن يسجل في المدارس الفنية _ المهنية _ السورية، وتقدر نسبة هؤلاء بثلاثين بالمئة من الناجحين في شهادة التعليم الأساسي.

ويشكل هذا الإجبار عامل نفور من التعليم الفني يسعى كثر ممن أجبروا عليه، الهروب إلى الثانوية العامة _ الفرع الأدبي _ بشكل خاص التي يتقدمون إليها بصفة أحرار.

وإذ نراجع أرقام وزارة التربية نجد أنه من أصل 233336 متقدماً لامتحانات الشهادة الثانوية _ الدورة الأولى للعام الحالي 2020، فإن عدد طلاب وطالبات التعليم الفني قد بلغ

32320 طالباً وطالبة فقط.

والواقع في الدول المتقدمة صناعياً واقتصادياً، معكوس تماماً، وعلى سواعد طلاب التعليم الفني، نهضت أغلب الدول المتقدمة، في حين أننا نعاني من مزاج ضال، في سياق الاختيار المهني لشبابنا وشاباتنا، ويفرح الأهل إذا ما حصل ابنهم على علامة تنأى به عن المدرسة الفنية، وتتيح له التسجيل في التعليم العام _ الصف العاشر._

علماً أن التعليم الفني يشتمل على 24 مهنة ويتيح لطلابه الاستمرار في نهل العلم بعد الشهادة الثانوية

في المعاهد المتوسطة والكليات الجامعية الهندسية التطبيقية.

أيعقل أن نعمل ضد مصلحتنا، وأن نستمر في زج أعداد كبيرة في تعليم نظري، لا قيمة له في سوق العمل إلا بعد التخرج من الجامعة، في حين أن أعداداً هائلة من خريحي الكليات النظرية ؛ الآداب _ يصعب عليهم العمل في اختصاصهم _ ويذهبون لأعمال حرة.

مزاج خاطئ لم يتغير وموقف غير علمي ومناف للمنطق من العمل كقيمة إنسانية عليا تبعد عنا الفقر والرذيلة والملل مثلما قال الفيلسوف فولتير.

تتيح المدرسة الفنية لطلابها امتلاك مهارات نظرية وعملية، ويستطيع خريج الثانوية، حتى ولو لم يتابع تعليمه العالي، أن يعمل في بيته أو على رقم موبايله في حين أن الحاصل على الشهادة الثانوية العامة

لا يمتلك أي مهارات مهنية وعندما يبحث عن عمل يصطدم بالسؤال: ماذا تعرف…..؟

لعل من سوء حظ التعليم الفني بشكل خاص، مصيبة كورونا، فلقد شهد الخريف الماضي مؤتمر التطويرالتربوي، ما أوحى ان التعليم الفني سيشهد نهضة كبرى، عبر تحويل مدارسه الى مراكز انتاجية تدر ربحاً على الوطن والطلاب والمعلمين ومن خلال زيادة عدد المقبولين في المعاهد المتوسطة والكليات الهندسية الملائمة، وإعطاء حوافز مجزية للطلاب، واعتماد خطة إعلامية محكمة للترويج لتعليم يملك طلابه مفاتيح المستقبل الافضل.

وأعتقد أن ادارة حازمة، مؤمنة بالدور الوطني النبيل لهذا النوع من التعليم، يمكنها ان تنهض به، عبراحترامها للعاملين فيه ولهاثها لتوفير متطلبات نجاحهم واحتضانهم لطلاب، اجسادهم على المقاعد وارواحهم وعقولهم، وعيونهم على الهروب الى التعليم العام او الأسواق (نسب التسرب عالية جداً) ، ما يتناقض مع التكاليف الباهظة والدور الايجابي لتعليم رأيناه يوفر عشرات الوف المقاعد المدرسية الممتازة، وعشرات الوف الامتار من الستائر لتخفيف حر الصفوف في دير الزور، وانتاج الكمامات الحامية من كورونا.

وبهذا المعنى فإن التعليم الفني، ضرورة اقتصادية ووطنية وانسانية وهو الاختيار الصائب في ظل ادارة مدركة لهذه الحقائق، ومتبنية لها بقوة، إدارة موضوعية وعادلة ونزيهة.

أروقة محلية -ميشيل خياط

آخر الأخبار
الشرع في لقاء مع طلاب الجامعات والثانوية: الشباب عماد الإعمار "أموال وسط الدخان".. وثائقي سوري يحصد الذهبية عالمياً الرئيس الشرع  وعقيلته يلتقيان بنساء سوريا ويشيد بدور المرأة جعجع يشيد بأداء الرئيس الشرع ويقارن:  أنجز ما لم ننجزه الكونغرس الأميركي يقرّ تعديلاً لإزالة سوريا من قائمة الدول "المارقة"   أبخازيا تتمسك بعلاقتها الدبلوماسية مع السلطة الجديدة في دمشق  إعادة  63 قاضياً منشقاً والعدل تؤكد: الأبواب لاتزال مفتوحة لعودة الجميع  84 حالة استقبلها قسم الإسعاف بمستشفى الجولان  نيوز ويك.. هل نقلت روسيا طائراتها النووية الاستراتيجية قرب ألاسكا؟       نهاية مأساة الركبان.. تفاعل واسع ورسائل  تعبّرعن بداية جديدة   تقدم دبلوماسي بملف الكيميائي.. ترحيب بريطاني ودعم دولي لتعاون دمشق لقاء "الشرع" مع عمة والده  بدرعا.. لحظة عفوية بلمسة إنسانية  باراك يبحث الملف السوري مع  ترامب وروبيو  مبعوث ترامب يرحب بفتوى منع الثأر في سوريا   إغلاق مخيم الركبان... نهاية مأساة إنسانية وبداية لمرحلة جديدة  أهالي درعا يستقبلون رئيس الجمهورية بالورود والترحيب السيد الرئيس أحمد الشرع يؤدي صلاة عيد الأضحى المبارك في قصر الشعب بدمشق بحضورٍ شعبيٍّ واسعٍ الرئيس الشرع يتبادل تهاني عيد الأضحى المبارك مع عدد من الأهالي والمسؤولين في قصر الشعب بدمشق 40 بالمئة نسبة تخزين سدود اللاذقية.. تراجع كبير في المخصص للري.. وبرك مائية إسعافية عيد الأضحى في سوريا.. لم شمل الروح بعد سنوات الحرمان