الثورة أون لاين – عائدة عم علي :
رغم كل الإجراءات الصارمة التي اتخذتها أوروبا لاحتواء انتشار وباء كورونا خلال فصلي الشتاء والربيع، بعدما حصد أرواح عشرات آلاف الضحايا، وأضعف بشكل كبير اقتصاد القارة العجوز، تشعر الدول الأوروبية بقلق كبير اليوم من تجدد انتشار الوباء مع اقتراب نهاية عطلة الصيف، بعد قفزة في عدد الإصابات في ألمانيا حيث سجلت أعلى حصيلة منذ نيسان، وارتفاع غير مسبوق في فرنسا منذ أيار، وموجة جديدة في إسبانيا مع اقتراب بداية العام الدراسي.
وفي مواجهة الأرقام المقلقة وزيادة الإصابات، يتم تشديد القيود لمواجهة تطور الوباء الذي أودى بحياة أكثر من 780 ألف شخص في جميع أنحاء العالم .
وسجلت في ألمانيا في الساعات ال24 الماضية 1707 إصابات جديدة وعشر وفيات بفيروس كورونا المستجد، في أعلى حصيلة منذ نيسان، وهي الفترة التي كانت تعتبر ذروة الوباء. وبذلك يرتفع العدد الإجمالي للإصابات في البلاد إلى 228 ألفا و621.
وتكثف السلطات تحذيراتها في مواجهة ارتفاع أعداد الإصابات المرتبطة بقسم كبير بالعديد من السياح الألمان العائدين من الخارج.
وطرحت مجددا فكرة تقليص أسبوع العمل إلى أربعة أيام في ألمانيا كحل للمحافظة على فرص العمل أثناء وبعد الأزمة غير المسبوقة ، وهو موضوع أثار جدا الجدل لدى الشركات.
وحذرت المستشارة أنغيلا ميركل من أن “تضاعف عدد الإصابات” الجديدة التي يتم رصدها يوميًا “في جميع أنحاء ألمانيا خلال الأسابيع الثلاثة الماضية” يشكل “تطورا لا ينبغي أن يستمر ولكن على العكس يجب علينا كبحه”.
وهذا الوضع دفع بالحكومة إلى إعلان كل أنحاء اسبانيا وقسم من البلقان، المناطق التي يزورها السياح الألمان بكثرة، مناطق عالية المخاطر والى فرض إجراء فحوصات وحجر صحي عند العودة. كما أدرجت ألمانيا سواحل كرواتيا على لائحة المناطق الخطيرة.
وفي إسبانيا، تضاعف عدد الوفيات الأسبوعية إذ سجلت 131 وفاة في أسبوع واحد الأربعاء، في حين أصبحت منطقة مدريد مرة أخرى المنطقة الأكثر تضررا كما في ذروة الوباء.
كما قفز عدد الإصابات الجديدة مع تسجيل 6700 حالة خلال 24 ساعة، ليصل العدد الإجمالي إلى أكثر من 370 ألفا، وهو أعلى رقم في أوروبا الغربية.
وأمام هذه الموجة الجديدة قررت البلاد الجمعة إغلاق الملاهي الليلية ومنع التدخين في الشارع في حال لم يتسن احترام مسافة آمنة من مترين، إضافة إلى تعميم وضع الكمامات إلزاميا.
كما تجاوزت فرنسا الأربعاء عتبة 3700 إصابة جديدة بفيروس كورونا في أعلى وتيرة يومية منذ أيار. وفي المجمل تم تسجيل أكثر من 16747 إصابة خلال الأسبوع الماضي.
وتوسعت رقعة فرض وضع الكمامة تدريجيا في البلاد. ففي الجنوب، فرضت نيس، بعد تولوز، وضع الكمامة في جميع أنحاء المدينة.
في الوقت نفسه، يثير اقتراب بدء العام الدراسي مخاوف المعلمين الذين يشعرون بالقلق بشأن الظروف التي ستحيط بها، في حين تم تخفيف قواعد التباعد الجسدي بشكل كبير في تموز، ما أتاح لجميع الطلاب إمكانية العودة إلى مقاعد الدراسة.
وقالت سابين دوران، مديرة مدرسة جوزفين بيكر الابتدائية في الضاحية الباريسية بانتين “إنها حالة غير مسبوقة على الإطلاق من عدم الاستعداد”.
وفي أوكرانيا سجلت 2134 إصابة جديدة بكورونا و40 وفاة الخميس في ما وصفته السلطات بأنه “عدد قياسي”، معتبرة أن الوضع “تفاقم على ما يبدو”. وأوضح وزير الصحة ماكسيم ستبانوف أن بين المصابين مئة طفل و160 من أفراد الطاقم الطبي