أصالة الحرفة وسط فوضى الحداثة..

لقد ثبت على مر العصور أن الذي يبقى مشرقاً ، من حضارة أي أمة هو فكرها وفنونها، وحين تنحدر أمة، تنحدر فنونها وآدابها وثقافتها كما هو حال أزمنة القحط الإبداعي والثقافي الراهنة.
ومع ظهور العبث والاستسهال في الفن التشكيلي، نجد العديد من أصحاب الحرف اليدوية، يحافظون على أصالتها المتوارثة منذ قرون، ولهذا تصبح بعض الحرف ميداناً فنياً تتاح فيه للمواهب البروز والظهور، وعندما نتحدث عن الجوانب الفنية، في هذه الصناعات المهنية، يكون في حسابنا أن الذي تخرجه الورش، هو ليس إبداعاً، إلا في حالات استثنائية ونادرة، فبعض القطع الفنية تبدأ من الشكل التقليدي لصناعة الأشكال القديمة، ثم تعمل على تطويره، على الأقل في ابتكار بعض البنى التشكيلية والزخرفية، التي تعتمد على معطيات المخيلة، أكثر مما تعتمد على التكوينات الجاهزة لصناعة الأشكال.
وهذا يعني ان الذين يبدعون في المهن اليدوية قلة، فالأكثرية لا هم لهم سوى الإنتاج والبيع، بعيداً عن إضفاء أي لمسة إبداعية، وهكذا يقل يوماً بعد آخر الفنانون الذين يبدعون في حرفهم، فمن السهل أن يتعلم طالب المهنة صنع الأشكال بعد فترة من المراقبة والتدريب ، أما تجديد الصنعة واكسابها طابع الحيوية والابتكار، فيحتاج إلى موهبة وصدق وعشق مزمن للعمل.
ومن إيهامات الدمج بين المرئي والمحسوس، يبتكر الحرفي- الفنان فراغاً تشكيلياً يتجاوز معطيات المهنة، ويصل الى المجال الابتكاري، القائم على عوامل الجذب الإيقاعي، الذي ينطلق من مبدأ كسر حوارية التكرار، في صياغة الزخارف الهندسية.
وهنا تطرح مسألة جوهرية تتعلق بسبل الارتقاء بالصنعة والحرفة وبالتالي العمل على تجديدها باستمرار وإكسابها طابع الحيوية والابتكار.
ولهذا يعطي الحرفي ـ الفنان أشكالاً زخرفية مغايرة وخبرة مختلفة عن الوحدات التقليدية لصانعي الأشكال الزخرفية المطروحة في السوق الاستهلاكي، وتبدأ معه مرحلة إنتاج أعمال مميزة، وتظهر في النهاية كأنها تحف فنية نادرة تبرز ذوقاً ومهارة لدى صانعها.

رؤية- أديب مخزوم

آخر الأخبار
طلبتنا العائدون من لبنان يناشدون التربية لحل مشكلتهم مع موقع الوزارة الإلكتروني عناوين الصحف العالمية 24/11/2024 رئاسة مجلس الوزراء توافق على عدد من توصيات اللجنة الاقتصادية لمشاريع بعدد من ‏القطاعات الوزير صباغ يلتقي بيدرسون مؤسسات التمويل الأصغر في دائرة الضوء ومقترح لإحداث صندوق وطني لتمويلها في مناقشة قانون حماية المستهلك.. "تجارة حلب": عقوبة السجن غير مقبولة في المخالفات الخفيفة في خامس جلسات "لأجل دمشق نتحاور".. محافظ دمشق: لولا قصور مخطط "ايكوشار" لما ظهرت ١٩ منطقة مخالفات الرئيس الأسد يتقبل أوراق اعتماد سفير جنوب إفريقيا لدى سورية السفير الضحاك: عجز مجلس الأمن يشجع “إسرائيل” على مواصلة اعتداءاتها الوحشية على دول المنطقة وشعوبها نيبينزيا: إحباط واشنطن وقف الحرب في غزة يجعلها مسؤولة عن مقتل الأبرياء 66 شهيداً وأكثر من مئة مصاب بمجزرة جديدة للاحتلال في جباليا استشهاد شاب برصاص الاحتلال في نابلس معبر جديدة يابوس لا يزال متوقفاً.. و وزارة الاقتصاد تفوض الجمارك بتعديل جمرك التخليص السبت القادم… ورشة عمل حول واقع سوق التمويل للمشروعات متناهية الصغر والصغيرة وآفاق تطويرها مدير "التجارة الداخلية" بالقنيطرة: تعزيز التشاركية مع جميع الفعاليات ٢٧ بحثاً علمياً بانتظار الدعم في صندوق دعم البحث العلمي الجلالي يطلب من وزارة التجارة الداخلية تقديم رؤيتها حول تطوير عمل السورية للتجارة نيكاراغوا تدين العدوان الإسرائيلي على مدينة تدمر السورية جامعة دمشق في النسخة الأولى لتصنيف العلوم المتعدد صباغ يلتقي قاليباف في طهران