يتشارك الاحتلالان الأميركي والتركي في تجويع وتعطيش وإرهاب السكان المدنيين في أماكن وجودهم مقتديين بسلوك أدواتهما الإرهابية التي فعلت الشيء ذاته ومازالت تقوم به في إدلب.
فمنذ الحرب الإرهابية على سورية لم يترك محور الإرهاب بالقيادة الأميركية وسيلة للضغط وإرهاب المدنيين إلا واستخدمها حيث بدأ بجرائم القتل والتشريد وارتكاب المجازر المتنقلة ويستكمله اليوم بمحاولة تجويع وتعطيش الناس كعقاب جماعي لهم على رفض مشروعه العدواني.
فالمحتل الأميركي يقوم بسرقة ونهب النفط السوري وحرق المحاصيل الزراعية ويكمل عمله نظيره التركي بقطع المياه والكهرباء عن أهالي مدينة الحسكة والتجمعات السكانية في المحافظة إضافة إلى ارتكاب الجرائم المنظمة بحقهم لدفعهم إلى النزوح ليقوم باحتلال ونهب وسرقة ممتلكاتهم وفي نفس الوقت تشتيت قدراتهم وتطويق أي مقاومة ضده.
إن الجريمة ضد الإنسانية التي ينفذها المحتلان التركي والأميركي بحق المدنيين السوريين في شمالي شرق سورية هي نسخة طبق الأصل عن الجريمة ضد الإنسانية المتواصلة التي يرتكبها كيان العدو الإسرائيلي بحق الشعب الفلسطيني منذ أكثر من سبعة عقود من الزمن.
على مدى الأسابيع الماضية عانى الأهالي في محافظة الحسكة من قيام المحتل التركي بقطع شرايين المياه عن المدينة ولم تفلح كل مناشداتهم في تحريك الضمير الدولي الذي بدا غير معني بهذه الجريمة الموصوفة بحق أكثر من مليون مدني سوري.
إن دعاة الإنسانية الذين يخوضون المعارك الدبلوماسية داخل مجلس الأمن ومجلس حقوق الإنسان من أجل استمرار إدخال المساعدات الإنسانية إلى التنظيمات الإرهابية في إدلب هم ذاتهم الذين يقطعون المياه والكهرباء وينهبون الموارد السورية ويدمرون المحاصيل الزراعية في الجزيرة السورية ولا يستبعد في الايام القادمة أن يشترطوا إيصال المياه والكهرباء إلى المدنيين في الحسكة مقابل فتح المعابر غير الشرعية لتزويد الإرهابيين في إدلب السلاح والعتاد ووسائل البقاء إلى أطول مدة ممكنة.
إن التحرك الأممي المتأخر والخجول تجاه الجريمة ضد الإنسانية التي يرتكبها النظام التركي بحق المدنيين لا يرتق إلى مستوى المعاناة الشديدة والظروف الجوية والصحية التي تمر بها سورية والعالم ويعكس ذلك مدى التأثير الأميركي – الغربي ومحاولة توظيف الأمم المتحدة المستمر لمصلحة السياسة الأميركية.
كما يعكس تجاهل الإعلام الغربي ورديفه العربي لهذه الجريمة التي يرتكبها الاحتلالان التركي والأميركي حقيقة الدور المنوط به على المستوى الدولي وارتباطه الوثيق بالمشاريع العدوانية الغربية على مستوى العالم.
ان الحل الجذري لمعاناة المدنيين في الحسكة وكل المناطق التي يوجد فيها هذان المحتلان هو بتصعيد المقاومة الشعبية وعدم انتظار الحلول الجزئية، وتحويل محافظة الحسكة إلى حَسَكَة في حُلُوق المحتلين باستخدام كل الوسائل والإمكانيات الذاتية بما فيها العسكرية حتى تحرير كل المنطقة من القوات الأميركية والتركية وميليشياتها وأدواتها الإجرامية.
إن المحتلين التركي والأميركي يحاولان إجهاض المقاومة الشعبية ضدهما في منطقة الجزيرة السورية عبر محاولة إشغال الأهالي بتأمين وسائل استمرار الحياة المتمثلة بالمياه والغذاء وهو ما يجب الانتباه إليه من جميع الجهات الرسمية والشعبية والحلفاء والعمل بكل الوسائل المتاحة لتزويد الأهالي بما يسد جوهم وعطشهم ويدعم مقاومتهم الشعبية وصولاً إلى طردهم من هذه المنطقة.
معاً على الطريق- احمد ضوا