مع اقتراب موعد بدء العام الدراسي مازال الوضع غامضاً، هل هناك تأجيل أم ان هناك إجراء سيتم اتخاذه رغم أن الاستعدادات مستمرة لبدء العام الدراسي؟
هذا الغموض أثار مؤخراً نقاشاً جماهيرياً واسعاً توسع بعد تصريح لعميد كلية الطب الذي تحدث وبمنطلق علمي أن لا ضرر من تأجيل بدء العام الدراسي مدة أسبوعين حتى نتجاوز مرحلة الذروة لانتشار كورونا، مؤكداً أن عدم اتخاذ هذا الإجراء من شأنه ان يتسبب في انتشار الفيروس وتزايد عدد الإصابات إلى حد كبير..
في الوقت ذاته هناك رأي بدأ يتبلور بضرورة عودة الحياة وسير الأمور لمجراها الطبيعي، فالفيروس أصبح أمراً واقعاً وثمة إجراءات للتصدي له وأغلب الجمهور يمارس حياته الطبيعية بدليل امتلاء المصايف والأماكن العامة، وبالتالي فلا مبرر لتأجيل العام الدراسي خاصة بعد قيام وزارة التربية بإصدار البروتوكول الصحي والذي دعا للالتزام بالتعقيم والنظافة والتباعد المكاني في صفوف المدارس كما ان الكثير من دول العالم أعلنت عن بدء العام الدراسي فيها دون تأجيل..
بعيداً عن هذا السجال أعتقد أنه من الحكمة ان يؤجل العام الدراسي لفترة ليست بطويلة، فطلابنا اليوم هم الثروة الحقيقية الباقية لدينا وهم المعول عليهم مستقبلا في تجاوز كل الظروف الصعبة التي نعيشها حاليا، وبالتالي ليس من الصواب ان نعرضهم للإصابة في وقت تعاني فيه المنظومة الصحية الامرّين للسيطرة على هذا الوباء، كذلك الأمر في ظل الصعوبات التي تواجه المنظومة التربوية من اكتظاظ طلابي في المدارس وقلة الإمكانات، فمن غير المنطقي أن نتوقع الالتزام بالتدابير الاحترازية في شريحة الطلاب خاصة الابتدائية والإعدادية حتى ولو أصر الأهل والكادر التدريسي برمته، والأمثلة كثيرة على تزايد أعداد الإصابات في الدول التي أصرت على بدء عامها الدراسي وعلى رأسها الولايات المتحدة الأميركية التي اعلنت عن حوالي ٢٠٠ الف أصابة في الأسبوع الأول من عامها الدراسي..
كلنا ثقة بالدولة السورية والفريق المعني بالتصدي لفيروس كورونا الذي من المؤكد انه سيتخذ القرار المناسب واضعا نصب عينيه مصلحة مئات الآلاف من طلابنا الذين يعتبرون بحق أمل المستقبل..
على الملأ- بقلم أمين التحرير باسل معلا