كأن كل ما ارتكبه النظام التركي من جرائم كبرى بحق الشعب السوري لم تروِ تعطشه للدماء، والانتقام من شعب حرٍّ كريم لم يعتدِ يوماً ما على أحد.
بل على قاعدة عشرة آلاف عام من حضارة السوريين وعطائهم الثقافي والإبداعي فتحوا منازلهم وقلوبهم وتعالوا على الجراح التي سببها لهم المحتل العثماني طيلة أربعة قرون.. ومن مبدأ التفاعل الحضاري والتعاون الواسع وحسن الجوار فعلوا ذلك، لم يكونوا يفكرون للحظة واحدة أن دماء الاستذئاب بقيت كما هي، بل تجددت من خلال التعاون بين النظام التركي والكيان الصهيوني.
تعاون في ارتكاب المزيد من الجرائم ودعم الإرهاب، والمضي قدماً بصناعة التضليل، وتناوب التدخل لصالح المجموعات الإرهابية التي تعيث فساداً حيث كانت.
تركيا ممثلة بنظامها سرقت ما استطاعت من مقدرات الشعب السوري في حلب والمناطق المجاورة، وأضرمت النار في حقول القمح السوري.
لم تكتفِ بهذا بل أرادت أن تكون الجريمة مكتملة الأركان مع أن كل جريمة مما قامت به هو إبادة جماعية..
اليوم تقطع مياه الشرب عن الحسكة، يعني عن أكثر من مليون شخص في ظل ظروف صحية صعبة للغاية، وشهور “التحاريق” حيث تزداد الحاجة للماء ويزداد الاستهلاك..
لم تفكر بل لا يهمها طفل أو عاجز أو أي أحد.. وهي تمضي على خطأ، مشغلها الإدارة الأميركية التي تفرض كل يوم المزيد من العقوبات القسرية على الشعب السوري وكل من لا يمضي في ركبها.
وقد لا يكون مستبعداً أن واشنطن هي التي تأمر أنقرة لتنفيذ سياسة التعطيش هذه.
فلو استطاعت واشنطن أن تمنع حتى الهواء عن سورية لفعلت، وهي ليست ببريئة أبداً مما يجري في الشمال السوري.
والسؤال الذي يطرح نفسه: كيف ينعقد مجلس الأمن لأتفه الأسباب عندما تريد واشنطن ذلك، ولا يتحرك للتنديد وزجر هذه الجريمة الكبرى التي هي حرب إبادة؟.
من الواجب والضرورة أن يتحرك المجتمع الدولي على مختلف الصعد، وكذلك المؤسسات المدنية العالمية.. هذا أقل ما يمكن أن يكون.. رفع الصوت وتحريك الرأي العام العالمي بات ضرورة قصوى، سواء أستجاب أم لم يستجب لا بد من فعل شيء بوجه هذه المحرقة العثمانية التي تنضح برائحة الدعم الصهيو أميركي.
البقعة الساخنة- بقلم أمين التحرير ديب علي حسن