جرائم النظام التركي، يبدو أنها تتصدر عناوين هذه المرحلة الجديدة من الحرب الإرهابية على سورية، ومرتكبها الإرهابي أردوغان، الهارب من العهد العثماني البغيض ربما تفوّق بجرائمه تلك على أجداده السفاحين، ومنذ استلام هذا اللص مقاليد السلطة في بلده لم تخف سلوكياته القذرة تبعيته المطلقة للمشروع الصهيوني، حتى أنه بات يحاكي بجرائمه تلك سياسة البلطجة والعربدة الصهيونية، ويستمد من ايديولوجيتها المسمومة كل أشكال الحقد والعنصرية والوحشية.
التاريخ ربما لم يسجل في ذاكرته جريمة أكثر وحشية، من تلك التي يرتكبها نظام أردوغان ومرتزقته الإرهابيون اليوم، والمتمثلة بقطع مياه الشرب لتهديد حياة مليون مدني من أهالي الحسكة، وهذه بكل تأكيد جريمة حرب، وترقى إلى مستوى جريمة إبادة جماعية وفق التوصيف القانوني، الذي يعتبر أن إلحاق الأذى الجسدي أو الروحي، أو محاولة إخضاع مجموعة من الناس لظروف معيشية يراد بها تدميرها المادي كلياً أو جزئياً جريمة إبادة جماعية، وهذا ما يقترفه النظام التركي اليوم بسعيه لتعطيش أهلنا الصامدين في الحسكة، بهدف الضغط عليهم لتهجيرهم من بيوتهم وأرضهم، لإحلال مرتزقته الإرهابيين وعائلاتهم مكانهم، ضمن سياسة التغيير الديموغرافي التي يمارسها في تلك المنطقة، لتكريس احتلاله للأرض.
نظام أردوغان يتشابه مع الكيان الصهيوني الغاصب إلى حد التطابق، لاسيما أنه يشكل أحد أبرز أدوات المشروع الصهيوني في سورية والمنطقة، فهو يستقدم الإرهابيين من مختلف الجنسيات الأجنبية، وينشئ لهم محميات في المناطق التي يحتلها في إدلب أو الجزيرة، ويمدهم بالمال والسلاح للاعتداء على المدنيين ونهب أملاكهم بقصد تهجيرهم، تماماً مثلما تفعل حكومة العدو الصهيوني التي تستجلب شذاذ الآفاق من كل حدب وصوب، وتنشئ لهم مستوطنات على أراضي الفلسطينيين المحتلة وتزودهم بكل أدوات القتل لسلبهم أرضهم وبيوتهم، وكلا الجانبين الصهيوني والتركي يستخدم الأسلوب الإجرامي ذاته، لجهة قتل المدنيين وارتكاب المجازر الوحشية بحق الأطفال والنساء والشيوخ، وسرقة المحاصيل والثروات، والتدمير الممنهج للبنى التحتية في المناطق المحتلة من قبلهما، وهذا يشير لحقيقة أن الحرب الإرهابية على سورية وشعبها، يديرها الكيان الصهيوني بكل مراحلها وفصولها، عبر أدواته ووكلائه، أمثال المجرم أردوغان، أو “داعش والنصرة والخوذ البيضاء”، وغيرها من التنظيمات الإرهابية.
مجلس الأمن الدولي لا يزال ملتزماً الصمت المخزي تجاه جرائم نظام أردوغان ومرتزقته الإرهابيين، هو ينصاع بذلك لتأثير بعض القوى الدولية المهيمنة على قراراته “أميركا وبريطانيا وفرنسا”، ولم يسبق له أن أدان الجرائم الأميركية والغربية والصهيونية بحق الشعب السوري، وهذا يثبت مجدداً أن هذا المجلس قد تخلى عن مسؤولياته الرئيسية بالحفاظ على السلام والأمن الدوليين، وتغاضيه الدائم عن كل الجرائم التي ترتكبها منظومة الإرهاب بحق السوريين، لا يفسر سوى أنه شرعنة للاحتلال والعدوان، لاسيما أن بعض دوله الأعضاء شركاء أساسيون في جرائم الحرب المرتكبة بحق الشعب السوري.
جرائم الاحتلالين التركي والأميركي، ومرتزقتهما الإرهابيين، لن تثني الدولة السورية عن مواصلة حربها ضد الإرهاب بكافة أشكاله وتسمياته، ولن تكسر إرادة الصمود لدى السوريين المتمسكين بأرضهم وسيادتهم ووحدتهم، وهم يمتلكون الكثير من الخيارات لردع المحتلين وعصاباتهم الإرهابية، وانتفاضة أهلنا في منطقة الجزيرة، وتصاعد مقاومتهم الشعبية التي تستلهم بطولات جيشنا الباسل، وتلتزم نهجه، كفيلة بطرد الغزاة، وتمزيق كل مشاريعهم الاستعمارية.
نبض الحدث – بقلم أمين التحرير ناصر منذر