الثورة أون لاين:
بعد أشهر قضاها المرتزقة الذين أرسلتهم تركيا إلى ليبيا على جبهات القتال، رصدت تقارير صحفية حالة تذمر بين المسلحين، الذين قالوا إن أنقرة أخلفت وعدها لهم، واعترفوا بارتكاب جرائم نهب لبيوت الليبيين المهجورة بسبب الحرب.
وحسب آخر إحصاءات ميدانية فإن نظام تركيا أرسل إلى ليبيا ما يزيد على 18 ألف من المرتزقة عاد منهم حوالي 7 آلاف إلى سورية، فضلا عن نحو 10 آلاف من جنسيات أخرى.
وينضم آلاف المرتزقة إلى الميليشيات المتطرفة في طرابلس، التي تخطط حاليا للاستيلاء على مدينة سرت الإستراتيجية، وسط حالة ترقب دولي خفت حدتها مع التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في ليبيا، الجمعة الماضي.
وقال أحد المرتزقة “لدينا حرية حركة في مصراتة. يمكننا الخروج بمفردنا. وجدنا الكثير من المنازل المهجورة بداخلها ذهب”.
واعترف في حديثه لصحيفة “إنفستيغيتيف جورنال” المتخصصة في التحقيقات الاستقصائية ومقرها لندن، بأنه ومن معه نهبوا منازل الليبيين في مصراتة، مضيفا: “هنا لم يدفعوا لنا ما وعدوا به، لذلك فهي طريقة جيدة لكسب المزيد من المال”.
وحسب الصحيفة، تلقى المرتزقة وعودا بالحصول على راتب شهري يبلغ نحو ألفي دولار مقابل القتال في ليبيا، لكن عددا كبيرا منهم قال إنهم يتقاضون مبالغ أقل بكثير، فيما أوضح البعض أنهم ظلوا في ليبيا لأكثر من 5 أشهر ولم يتلقوا سوى دفعة واحدة.
وكشف المصدر أن اللقاء الذي جرى قبل أيام في ليبيا بين وزيري دفاع مشيخة قطر خالد العطية والنظام التركي خلوصي أكار وفايز السراج، تم خلاله الاتفاق على زيادة رواتب المرتزقة بنسبة 30 بالمئة.
لكن أحد أفراد مليشيات المرتزقة المتمركزة في منطق عين زارة القريبة من طرابلس، يرى أن هذا مجرد كلام.
وأضاف: “يخبرنا قادتنا أننا سنتقاضى الرواتب قريبا لكن هذا لا يحدث. ربما قالوا إنهم سيدفعون أكثر لأنهم اعتقدوا أنهم سيحتاجوننا لمهاجمة سرت، لكن لماذا يحتاجون إلينا الآن؟” في إشارة إلى اتفاق وقف إطلاق النار الذي تم التوصل إليه مؤخرا.
ويقول إنه يحصل على معلومات من أصدقائه أكثر مما يحصل عليه من أي شخص في ليبيا: “إنهم لا يخبروننا بأي شيء هنا. نسمع أخبارا ونسمع شائعات أيضا. لا نعرف أي شيء على وجه اليقين حتى يحدث”.
ورغم اتفاق وقف القتال، لا يزال النظام التركي مستمر في تدريب المسلحين بهدف إرسالهم إلى ليبيا .
إلى ذلك كشف المتحدث باسم الجيش الوطني الليبي اللواء أحمد المسماري، في مؤتمر صحفي، أمس الأحد، أن الجيش رصد سفنا عسكرية تركية تتقدم نحو سرت خلال الساعات الماضية، مما يعكس عدم جدية نظام أنقرة في التعامل مع اتفاق وقف إطلاق النار.