مفتاح التنمية يبدأ من الزراعة، فهي أداة لتحسين الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية كما تسهم في حل وتقليص مشكلة الفقر لأنها تستوعب أعداداً كبيرة من العاطلين عن العمل، وتحمي المجتمع من آثار البطالة المدمرة، وفيها مجال كبير لعمل المرأة عدا تأمين الغذاء اللازم، والوصول إلى الاكتفاء الذاتي، والاعتماد على الذات، وتعزيز الأمن الغذائي، والتخفيف من حدة الآثار السلبية الناجمة عن الحصار والعقوبات الظالمة المفروضة على سورية، كما يمثل الإنتاج الزراعي مادة أساسية لكثير من الصناعات، والحصول على موادر وعوائد مالية من خلال الصادرات من السلع الغذائية وزيادة مساهمته في الاقتصاد الوطني.
على الرغم من توافر المقومات الضرورية لهذا القطاع والمتمثلة بالموارد الطبيعية والبشرية واليد العاملة إلا أنه عانى بالفترة الأخيرة من الإهمال وسوء الاستثمار، وغياب التخطيط السليم، وعدم وجود خطط أو سياسات زراعية مبنية على أسس واضحة إضافة لعدم توافر الحافز المشجع على الاستثمار في القطاع الزراعي، الأمر الذي أدى إلى فقدان الكثير من المحاصيل والزراعات الاستراتيجية التي اشتهرت بلدنا بزراعتها في الماضي كالذرة الصفراء والصويا، حيث أدى التقصير في زراعتها إلى تدهور كبير في قطاع الدواجن بسبب غياب المادة الأساسية والضرورية لهذا الثروة المهمة، وكذلك التقصير بزراعة القطن وانعكاس ذلك سلباً على صناعة الغزل والنسيج، وكذلك الأمر بالنسبة لزراعة الشوندر السكري الذي توقفت زراعته وبالتالي توقفت المعامل المعنية بتصنعه عن العمل لعدم توافر المادة.
تحقيق الأمن الغذائي هو أحد أهم الأهداف الاستراتيجية في الكثير من الدول والتوجه نحو الزراعة هو السبيل الوحيد لتحقيق هذا الهدف ولاسيما في بلد عموده الفقري واعتماده الرئيسي على الزراعة، الأمر الذي يتطلب استثمار كل شبر قابل للزراعة وتوفير قاعدة بيانات ومعلومات إحصائية تفصيلية حول المحاصيل الضرورية والمكونات الزراعية النباتية منها والحيوانية والاستفادة منها، وإعادة النظر بالسياسات الزراعية والمشاريع والبرامج التنموية والخدمية والإرشادية الهادفة إلى تطوير هذا القطاع بدلاً من الزراعة العفوية القائمة على الكفاف من أجل العيش فقط، والتركيز على دعم المزارع مادياً وفنياً للحد من المخاطر الكبيرة التي يتعرض لها وتفعيل مؤسسات أو صناديق المخاطر الزراعية بشكل أكبر لتعويض المزارعين عند الحاجة ودعم الأسعار النهائية للمحاصيل والتغلب على معوقات التسويق.
أروقة محلية – بسام زيود