الثورة أون لاين – زينب درويش:
تتأهب العديد من دول العالم لدرء مخاطر موجة ثانية لفيروس كورونا المستجد، فتشدد من إجراءاتها الصحية لمكافحة الوباء، من تقييد حركة التنقل مرورا بمنع التجول، وحظر التجمعات الكبيرة، وإلزامية وضع الكمامات في الكثير من المدن، وصولا إلى المسؤولية الاجتماعية.
الولايات المتحدة التي تعتبر الأكثر تضررا بالوباء مع تسجيلها 179596 وفاة وأكثر من خُمس الحالات في أنحاء العالم مع 5,8 ملايين إصابة، حيث سجّلت 1249 وفاة إضافية خلال الـ 24 ساعة الماضية بحسب إحصاء جامعة جونز هوبكنز، فقد غيرت السلطات الصحية إرشاداتها بعدم تشجيع الأشخاص الذين لا يعانون من عوارض كوفيد-19 للخضوع لاختبار الفيروس.
وورد على موقع هيئة “المراكز الأميركية للوقاية من الأمراض ومكافحتها” (سي دي سي) “إذا كنت على اتصال (في نطاق 1,8 متر) بشخص مصاب بكوفيد-19 لمدة 15 دقيقة على الأقل لكن لا تظهر أعراض، فأنت لا تحتاج بالضرورة إلى الخضوع لاختبار، إلا إذا كنت ضعيفا وأكثر عرضة للإصابة بالمرض، وقد شعر الخبراء بالدهشة لهذا التغيير الأخير.
وفي ألمانيا التي تسجل حوالى 1500 إصابة جديدة يوميا، وهي أعلى حصيلة منذ نهاية نيسان، فقد ازدادت التدابير والإجراءات الصحية بحسب مشروع اتفاق بين المناطق والحكومة الألمانية، وينص على أن السلطات ستزيد قيمة الغرامات على الذين لا يضعون كمامة، مع تشديد الضوابط لضمان التقيد بفترات الحجر الصحي وفرض غرامات في حال المخالفة.
ووفق ما ذكرته وكالة فرانس برس فقد جاء في مسودة الاتفاق: “الإسكان الجماعي والنشاطات والاحتفالات والتحركات المرتبطة بالإجازات تؤدي خصوصا إلى انتشار الفيروس”.. ولفتت إلى أن “هذه الزيادة في أشهر الصيف يجب أن تؤخذ على محمل الجد”.
وتمثل هذه الإجراءات ضربة قوة لأندية كرة القدم في البلاد التي كانت تأمل في أن تتمكن من البدء في إعادة استقبال جماهيرها جزئيا إلى الملاعب مع اقتراب بداية الموسم الجديد.
وفي العاصمة الفرنسية، أصبح من الضروري الآن وضع الكمامات عند الخروج إلى أي مكان، في حين أن إلزاميته تقتصر حاليا على شوارع قليلة، وفق ما أعلن رئيس الوزراء جان كاستيكس صباح الخميس.
وأضاف كاستيكس أنه في مواجهة الوباء الذي “يعود بقوة” يمكن تعميم وضع الكمامات في التجمعات الكبيرة الأخرى لتشمل 21 مقاطعة فرنسية تقع الآن في المنطقة الحمراء (منطقة الخطر).
وكانت بلجيكا قد أضافت باريس إلى قائمتها للوجهات الأوروبية التي لم يعد يسمح لها بالسفر إليها ما لم تخضع لاختبار فيروس كورونا عند العودة وفترة حجر صحي.
كذلك قامت الحكومة البريطانية مع بداية العام الدراسي الجديد بمراجعة تعليماتها بشأن وضع الكمامات في المعاهد في إنكلترا بعدما قالت إنها ليست ضرورية، وسيتعين على البالغين والتلاميذ في المناطق التي ينتشر فيها الفيروس بشكل كبير، تغطية وجوههم عند التنقل في المدارس الثانوية.
هذا وقد أعلنت منظمة الصحة العالمية، اليوم الخميس، أن أوروبا تدخل “مرحلة دقيقة” مع العام الدراسي الجديد، وبينما لم تلعب الفصول الدراسية دورا كبيرا في نشر فيروس كورونا هناك أدلة متزايدة على أن اليافعين ينقلون العدوى إلى غيرهم خلال اللقاءات الاجتماعية.
قال هانس كلوجه مدير منظمة الصحة العالمية لمنطقة أوروبا في إفادة صحفية، إن دول القارة سجلت أعدادا أكبر من حالات الإصابة بمرض كوفيد-19 بين الشبان خلال الصيف.
وعلى بعد 9 آلاف كيلومتر، ذهبت كوريا الجنوبية إلى أبعد من ذلك باستبدال الصفوف الدراسية في سيؤول ومنطقتها بالتعليم عن بعد اعتبارا من يوم أمس الأربعاء.
ووفقا لتقرير منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) أدى وباء كوفيد-19 وإغلاق المدارس إلى حرمان ما لا يقل عن ثلث التلاميذ في أنحاء العالم، أو ما يعادل 463 مليون طفل، من التعليم لعدم القدرة على القيام بذلك افتراضيا.
وفي رواندا، وهي واحدة من أوائل الدول الإفريقية التي فرضت تدابير صارمة في 22 آذار ، أدت الزيادة في عدد الإصابات إلى قيام الحكومة بتمديد مدة حظر التجول ومنع السفر من منطقة روسيزي (غرب) وإليها.
