لم يكن العالم يحتاج إلى المزيد من العناء لاكتشاف حقيقة واشنطن التي تعمل ما لا تقول، وتشعل الحرائق في كل مكان من الكرة الأرضية، وبالوقت نفسه تمثل دور الإطفائي الحكيم الذي تذهله وتخيفه هذه النيران فيسرع لإرسال من يدعي أنه يعمل على إخمادها…
لكن الواقع غير ذلك تماماً، تلك اليد تظهر خرطوم الماء المستعمل، كحيلة ليس إلا أداة لضخ ما يزيد اتقاد النار وتأليب سعيرها..
الصورة واضحة وجلية يكتشفها العالم كل يوم، ويقرأ من وراء دموع التماسيح التي يذرفها المسؤولون الأميركيون أمام وسائل الإعلام وعلى المنابر الأممية.
لو كانوا حقاً يقصدون ما يعلنون عنه من حرص على الأمن والسلم الدوليين والاهتمام بالإنسان كقيمة عليا، لكان مواطنوهم في سلم أولويات اهتمامهم، رأينا كيف يفتك الوباء بهم ولا تحرك الإدارة الأميركية وعلى رأسها ترامب، إلا المزيد من التصريحات وعداد الإصابات والموتى يرتفع..
انشغال بمن سيكون قابعاً في البيت الأبيض لأربع سنوات قادمة، وماذا سيقدم لأدوات القتل والإرهاب في العالم وعلى رأسها الكيان الصهيوني..
لو كانت تصريحات وحملات الدعاية الأميركية حول إنسانيتها صحيحة، ولو واحداً بالألف.. هل كان الحصار الذي تفرضه على شعوب العالم التي تعارض سياستها العدوانية..
وهل كانت تنهب مقدرات السوريين في دير الزور والحسكة وتدمر البنى التحتية ..
وماذا عن حصار عميلها التركي، وقطعه الماء عن أكثر من مليون سوري في الحسكة ؟
أما ذاك الذي يدعي أنه خليفة المسلمين ويعمل سفاحاً بكل ما للكلمة من معنى، فربما علينا ألا نلومه لأنه الأداة التي لا يمكن أن ترفض ما تؤمر به من قبل مشغلها الصهيو أميركي..
بكائيات واشنطن لم تعد تؤتيها نفعاً، فقد تعرت تماماً ومن على المنابر التي كانت تستخدمها.. في مجلس الأمن سقطت أوراقها بل ومزقت وتناثرت هباء.. مندوبو أكثر من دولة وضعوا واشنطن أمام حقيقة عريها وأعلنوا للعالم أن واشنطن مسؤولة عما يحل بالشعب السوري.. مسؤولة عن الوباء الذي حل، ومع ذلك تتباكى على السوريين، ولو استطاعت لسدت حتى منافذ الهواء عنهم..
وهي التي تعمل بكل ما استطاعت لتعطيل عمل لجنة مناقشة الدستور المنعقدة حالياً في جنيف تظن أن السوريين لقمة سائغة.. وهي التي خبرت بالوقائع كيف استطاعت سورية تفكيك عرى المؤامرات والانتصار في الميدان..
وما تفعله واشنطن اليوم ليس إلا حلقة من حلقات العجز والخيبة، ولكن ذلك لا يعني أن الوحش قد فقد كل أنيابه وشراسته.. فهو يعدُّ لجولة توحش جديدة… وبالتأكيد لن يكون مصيرها بأفضل من سابقاتها.
البقعة الساخنة… ديب علي حسن ..