عنصريّة ترامب .. هل تكسب الناخب الأميركيّ؟

الثورة أون لاين – عبد الحميد غانم:

ما زالت نار الاحتجاجات تتأجّج في أكثر المدن الأميركيّة والتي أوقعت البيت الأبيض في دائرة الارتباك، ما تسبّب بالعنف والعنف المضادّ، ليكون أبرز النتائج فيه، بدءُ سيلان الدماء في طرقات البلاد التي تدّعي “الديموقراطيات”.
فالعنصريّة التي تطفو على سطح المشهد الأميركيّ من خلال ممارسات الأجهزة الأمنيّة الحكوميّة، وسّعت الهوّة بينها وبين الشعب الأميركي.
ومع إصرار إدارة ترامب على التشبّث بسياسة القتل والإجرام التي تربّعت على عرشها بجدارة خارجيّاً وحتى داخليّاً، تتوالى الجرائم العنصريّة بحقّ السّكان الملوّنين، إذ كشفت جريمة قتل شخص جديدة بالرصاص في بورتلاند في ولاية أوريغون في شمال غرب الولايات المتحدة خلال صدامات بين متظاهرين مناهضين للعنصريّة ومناصرين لترامب، النقاب عن الممارسات العنصريّة بحقّ أبناء الشّعب الأميركيّ من قبل قوات ترامب.
النظام الأميركيّ نظام تضليل عالمي واستكباري احتكاري، وما يحصل في أميركا قد يؤدّي إلى حرب داخليّة أخطر بكثير من الحروب الخارجيّة.
ويعتبر أن هذا النظام الذي يحكم العالم منذ عقود قد بلغ نهايات صعوده، وبدأ انهياره، ولعلّ ما حصل ويحصل اليوم هو بدايات تتدحرج في كلّ الولايات والمدن الأميركيّة التي قامت على حساب الملايين من سكان البلد الأصليين الذين قتلوا بوحشيّة متناهيّة وبكلّ أساليب الحقد والكراهية.
إنّ هذه الطريقة الوحشيّة في قمع المواطنين الأميركيين من قبل الأجهزة القمعيّة، تؤكّد فشل هذا النظام العنصريّ، وأنّه ذاهب إلى الاحتضار والانهيار والزوال ، باعتبار أنّ هذا القمع الوحشيّ يؤكّد بما لا مجال للشكّ، الخداع والكذب والدجل الأميركي حيث يدّعي زوراً وبهتاناً أنه بلد الديمقراطية وحقوق الإنسان وأنه الحلم البشري والجنّة على الأرض.
إنّ الولايات المتحدة تفهم الحرية بغزو الدول والشعوب وهي المسؤولة بشكل كامل عن الحروب والنزاعات في كلّ مناطق العالم وكذلك حصار الشعوب وتجويعها ونهب ثرواتها وتفتيتها وتمزيقها وإلغاء هوّياتها الوطنيّة والقوميّة والإنسانيّة، وهذا يوضّح اليوم للشعب الأميركيّ حجم جرائم الإدارات الأميركيّة المتعاقبة، يضاف إليها همجية الإدارة الحالية في قمع من يطالب بتحقيق العدالة والمساواة بين أبناء الوطن الواحد وبالحرية للإنسان في إبداء الرأي وحقّ التظاهر للتعبير عن غضبه وهو برهان يفضح الادّعاء بأنه يسعى لقيام النظم الديمقراطيّة.
ترامب القادم من أوساط المال وتجارة السلاح والمخدرات وعوالم الجريمة تجسّد في عهده موقفه ونظرته التي تحمل العداء والاحتقار والازدراء لكثير من الجماعات البشريّة والشعوب الأخرى.
كما بدأ في الداخل الأميركيّ إجراءات تؤكّد العنصريّة التي يحملها بالتفاوت الكبير بين شرائح وأوساط المجتمع الأميركيّ كما عمل للارتقاء بالنخب في المجتمع على حساب الشعب الأميركيّ إضافة إلى التصرفات التي تشير إلى حالة اضطراب داخليّة قد تؤدّي لتمزيق المجتمع الأميركيّ ولعلّ البدايات أخذت تتضح.
إنّ حادثة قتل المواطن الأميركيّ من قبل ضباط في الشرطة تعبّر عن روح شيطانيّة كتلك التي يحملها ترامب نفسه في نظرته العدائيّة للمواطنين، وكذلك لكلّ الشعوب.
بهذه العنصريّة يدخل ترامب السباق الانتخابيّ، الذي ارتفع إيقاعه بعدما اختاره حزبه الجمهوري مرشّحاً له ومع احتدام الحملات الانتخابيّة في تنافسه مع مرشّح الحزب الديمقراطي جو بايدن.
الأميركيون الآن أمام خيار التمديد أو التغيير، فهل تكسب عنصريّة ترامب السباق الانتخابيّ، أم يفضّل الشعب الأميركيّ التغيير؟.

آخر الأخبار
تعزيزاً للأمن الغذائي.. مخبزان جديدان بريف إدلب  وقفة تضامنية في درعا مع المتطوع المختطف حمزة العمارين   "السياحة" تعلن نتائج الثانوية الفندقية بنسبة نجاح 74.93 بالمئة دراسة مواقع سياحية محتملة للاستثمار بحمص   استجابة شباب القرى… حين وقف أبناء بيت ياشوط سداً أمام ألسنة النار    إعلام عبري: "إسرائيل"  تعتزم استدعاء 100 ألف جندي لاحتلال غزة  إزالة التعديات على الشبكة الكهربائية في درعا خدمات مميزة لمرضى الجلد  في مستشفى الجولان الوطني نعيم أقبيق لـ"الثورة" : تصريحات نتنياهو تتنافى مع ميثاق الأمم المتحدة وتعكس عدوانية الكيان قمة بوتين- ترامب.. هل تمهد لحلّ الملفات الشائكة؟ قراءة في توافق تقريري لجنة التحقيق الدولية واللجنة الوطنية الباحث جواد خرزم: الشفافية وترسيخ القانو... باراك: تقرير لجنة التحقيق الدّولية بشأن سوريا إنجازٌ ملموس وقابل للقياس الدفاع التركية تجدد دعمها لوحدة سوريا وسلامة أراضيها عشية قمة ألاسكا.. مخاوف أوروبية من صفقة ترامب وبوتين على حساب كييف الأدلاء السياحيون.. سفراء النهضة على أبواب التاريخ التدخلات الإسرائيلية.. العائق الأكبر أمام تعزيز الأمن والاستقرار في سوريا عودة أكثر من 411 ألف سوري إلى بلادهم من تركيا منذ كانون الأول الماضي شبابنا... تفاقم أزمات وطاقات خارج الاستثمار من الاستنفاد إلى الانطلاق.. 17 ألف طالب حتى الآن يستعيدون مستقبلهم الجامعي إدانات عربية وإسلامية لتصريحات نتنياهو: تهديد للاستقرار وتعد على سيادة الدول