الثورة أون لاين _ ابتسام هيفا:
” نوبة_فنية” حالة تعبر عن الشغف بالفن يقوم بها الشاب الفنان “محمد صبح” بالرسم على أرصفة مدينة اللاذقية وجبلة .. تلك الأرصفة التي حولها الى ساحات يمارس فيها موهبته برسم اللوحات الفنية، وبأبسط الامكانيات المتاحة مستخدما الطباشير والفحم، ويتجمهر حوله لفيف من الناس الذين يراقبونه بينما هو منهمك بالرسم مستخدما الوانه ليحول المكان الى ما يشبه المعرض الفني.
يقول محمد إن نوبة فنية هي برنامج بدأت به منذ أكثر من سنة ويهدف إلى نشر الفن بين الناس بعد انقطاعي عن الرسم ومعاناتي خلال سنين الحرب مع المكون المدني الذي كان الجهة المسؤولة عن هذا الانقطاع بالترميم النفسي للعودة للحياة بالشكل الطبيعي والبحث عن سوق عمل يخص الرسم بعد خسارة الحلم بالرسوم المتحركة والعاب الفيديو ولملمة ماتبقى لي من هذا الاثبات لذاتي في المجتمع لكل من يعرفني.
ويضيف صبح.. بدأت أرسم منذ كنت صغيرا.. على دفاتر الدراسة فقط كان الالهام الوحيد لي بالصفوف الابتدائية من الانسة هيام سلمان مديرة جمعية “ارسم حلمي” .. وليس لدي تجربة مسبقة لرسم اللوحات.. بدأت ارسم بورترية وبقياسات كبيرة ومباشرة امام جمهور وعلى خامة صعبة.. لم اخضع لدورة مسبقا او لكورس تدريب .. وتجربتي بالرسم على الأرصفة فطرية تكسبني الخبرة عبر التجربة لصقل اللون والخطوط بدون قواعد والاعتماد على العين البشرية والاحساس بأقل تكلفة وبأسرع وقت لأستطيع التواصل مع الايجابية الضائعة.. مشيرا إلى أن العمل مستمر بالنوبة الفنية بدعم الاصدقاء والفنانين وتشجيعهم له.. فالرسم انعكاس لجمال هذه المنطقة لكن.. متأسف على النهج التقليدي المحصور بالاماكن التي لاتخاطب المكون الاساسي لهذا المكان وهو الطبقة الكادحة وابقاء الرسم محصور تحت بند الرفاهية يتابعه طبقة معينة او شريحة من المجتمع.
ومشوار “نوبة فنية” سيشمل كل المدن بهدف نشره ببن الناس في زمن تراجع فيه الاهتمام بالعمل الفني وارتياد المعارض الفنية .. لكن يبقى الامل كبير اً بعودة الاستقرار وتعافي قطاعات الدولة حتى نتفاعل بشكل افضل.
وببن صبح أن المكان الذي يختاره ليرسم عليه لوحته لا يساعد كثيرا على ديمومة اللوحة وبالتالي هو بحاجة الى تمويل للانتقال الى الجداريات والرسم بألوان ثابتة ودائمة.