ثورة أون لاين – بقلم مدير التحرير أحمد حمادة:
لأن إعلامنا الوطني (التقليدي والالكتروني المحترف) كان له قصب السبق في مواجهة الحرب الإرهابية الظالمة ضد شعبنا، وفي تحقيق الانتصار على الإرهاب ومشغليه وداعميه، وفي بناء الوطن بكل محطاته الزمنية، ولأنه كان رأس الحربة في محاربة الفساد في الداخل، وكشف دهاليزه، ولفت الانتباه إلى خطورته، ولأنه ساهم بمحطات عديدة بالحدِّ من آثاره الكارثية على الفرد والمجتمع والدولة معاً، فقد كان محوراً رئيسياً في كلمة السيد الرئيس بشار الأسد أمام الوزارة الجديدة عقب أدائها اليمين الدستورية.
فلهذه الأسباب مجتمعة كان سهم البوصلة في كلمات الرئيس الأسد مصوَّباً نحو الضرورة القصوى لتشجيع إعلامنا الوطني، وتحديداً التقليدي والالكتروني، ليغوص في أعماق هذه المهمة الوطنية، وإعطائه الإشارة للاستمرار بزخم أكبر في متابعة قضايا الفساد، ليس بطريقة إثارة ملفاته من دون بيِّنة أو معلومة موثَّقة أو أدلة ثابتة، بل من خلال تحقيقات متزنة مدعومة بالوثائق، وتؤكد موضوعيته ومهنيته واحترافيته.
وغاية إعلامنا الوطني الهادف، حين يتناول هذا الأمر، لا تنحصر فقط بمحاربة الفساد، المهمة جداً بتوقيتها اليوم، الذي تتعرض فيه سورية دولة وشعباً لكل هذا العدوان والحصار والدمار، وتستعد لإعادة إعمار ما دمَّره الغزو والاحتلال والإرهاب، بل من أجل أن يقطع هذا الإعلام الطريق على الإشاعات والأقاويل التي تجد لها كل المناخات المناسبة في فضاء (وسائل التواصل الاجتماعي) الأزرق، والتي لها -أي الإشاعات- من الآثار النفسية والاجتماعية السلبية على الجميع ما يفوق آثار الفساد بحدِّ ذاته.
لا بل إن هذا الفضاء الافتراضي الأزرق، الذي لا تضبطه ضوابط، ولا تحكمه قواعد أخلاقية، بات في زمن العدوان على سورية منصة لأقطاب منظومة العدوان بقيادة أميركا والكيان الإسرائيلي لبث كل ما من شأنه أن ينشر الذعر والقلق في نفوس مواطنينا، ويقلب الحقائق في أذهانهم، ويروِّج لأفكار وأخبار ما أنزل الله بها من سلطان.
وكلنا يعلم تماماً أنه منذ اليوم الأول للحرب الإرهابية التي شنَّتها منظومة العدوان بقيادة أميركا ومعها كل أدواتها وإرهابييها على سورية، وحتى يومنا، لم يدَّخر أقطاب العدوان جهداً إعلامياً تضليلياً أو وسيلة دجل معروفة أو طريقة التفافية إلا واستخدموها لتحقيق أهدافهم المشبوهة، وكان في مقدمتها هذا الفضاء الأزرق الذي يمكن بثّ كل إجرامهم من خلاله.
فكم نشروا من فوضى هدامة عبره، وكم وتَّروا الأوضاع الميدانية وأججوها على صدر صفحاته، وكم حاولوا تدمير الدولة السورية ومؤسساتها وجيشها الوطني وتهجير شعبها وتجويعه عبر الإشاعات التي ملأت سماءه.
كم قرأنا عن ذلك في صفحاتهم المشبوهة، فلم يدَّخروا فيلماً هوليودياً إلا وأخرجوه للعلن عبرها، ولم يوفروا تقريراً كيدياً إلا ونشروه بين سطورها، فكانت منصة مهمة لهم في الهجوم على سورية ومحاولة إدانتها تمهيداً للعدوان عليها غير مرة.
وانطلاقاً من هذه القاعدة كان لا بدَّ من وضع نقاط إعلامنا الوطني على حروف مهمته الوطنية كي يقطع الطريق على أعداء الوطن واستثمارهم لهذا الفضاء المفتوح، وكان لا بدَّ من إعطائه الزخم الكبير وهو يحارب الفساد من جهة، ويقوم بدوره الرقابي ومسؤوليته في تقديم الحقائق للمواطن من جهة ثانية، والشفافية في التعامل مع كل قضايا الوطن من جهة ثالثة، ناهيك عن أدواره الوطنية في التثقيف والتوعية وكشف مواطن الخلل والدعوة لتصويبها.