الثورة أوت لاين:
سجلت الحرائق التي اندلعت في غابات وحراج منطقتي مصياف والغاب في الريف الغربي لمحافظة حماة والتي اندلعت خلال هذا الأسبوع رقماً قياسياً من حيث أعدادها واتساع مساحات الثروة الحراجية والزراعية التي التهمتها رغم كل محاولات فرق الإطفاء للسيطرة عليها والحد من خسائرها بسبب وعورة جغرافيا المنطقة التي طالتها النيران وشدة وتقلب الرياح وحرارة الطقس الملتهبة.
وواجهت طواقم الإطفاء في حماة وعدة محافظات أخرى بالتعاون مع الأهالي ورجال الجيش العربي السوري وقوى الأمن الداخلي هذه الحرائق وتمكنت من السيطرة عليها بجهود مضنية واستثنائية في التعامل معها رغم الإمكانيات المحدودة.
سلسلة من الحرائق المتنقلة بدأت بحريق ضخم اندلع في حراج (عين الكروم) أتى على مئات الهكتارات من الغابات المعمرة وفقاً لما ذكره الدكتور حسان فارس مدير الحراج في وزارة الزراعة والإصلاح الزراعي والذي تم إخماده بنجاح بعد جهود مكثفة بذلتها طواقم الإطفاء على مدى يومي الـ 31 من آب والأول من أيلول.
وتلا حريق عين الكروم حريق آخر اندلع في غابات (بيرة الجرد) بريف مصياف في الثالث من الشهر الجاري التهم مساحات واسعة من الغابات المعمرة والتي قدرها رئيس الجمعية الفلاحية في قرية بيرة الجرد غياث الراشد بأكثر من 2000 دونم.
وفي الخامس من الشهر نفسه شب حريق آخر في قرى الفريكة وسليمو وجورين ونبل الخطيب والذي اعتبره الأهالي الحريق الأضخم والذي لم تشهد له المنطقة مثيلاً منذ عشرات السنين وهدد سكان قرية الفريكة بالخطر قبل أن تتمكن فرق الإطفاء من تطويقه عقب جهود مضنية استغرقت ثلاثة أيام فيما قدر وزير الزراعة والإصلاح الزراعي مساحة الحراج التي أتلفها الحريق بنحو 2000 دونم معلناً عن تشكيل لجان تقدير أضرار الحريق بالنسبة لممتلكات المواطنين.
وخلال عمليات إخماد حريق الفريكة اندلع حريق ضخم في حراج بلدة عين حلاقيم وعين شمس حيث قدرت مساحة الحراج المتضررة في المنطقة وفق الأهالي بأكثر من 3000 دونم واستمرت عمليات إخماده أكثر من يومين وحالياً تمت السيطرة على نسبة 90 بالمئة من هذا الحريق الذي امتد إلى حراج قرية حزور وبيت عتق والحكر وشارك في إخماده المئات من الأهالي وعناصر الجيش وقوى الأمن الداخلي وحفظ النظام.
وتزامن حريق عين حلاقيم وحزور وبيت عتق والحكر مع نشوب حريق في الغابات الواقعة بين الحيلونة واللقبة والذي استطاعت فرق الإطفاء بمشاركة حوامتين من الجيش لأول مرة اخماده خلال 48 ساعة بعد أن التهم آلاف الدونمات من أشجار الصنوبريات والسرو والسنديان التي تشكلت عبر مئات السنين.
واليوم تأججت الحرائق من جديد في منطقة الغاب التي بدأت منها منذ نحو أسبوع بحريق كبير اندلع في الغابات الواقعة في أقصى قمم جبال شطحة بالقرب من الحدود الإدارية مع محافظة اللاذقية حيث سارعت فرق إطفاء الهيئة العامة لإدارة وتطوير الغاب بمؤازرة فرق إطفاء حراج الغاب والعديد من المحافظات للسيطرة عليه حيث كان لانضمام طائرة إيرانية تحمل 40 طناً من المياه دفعة واحدة وعدد من حوامات الجيش الدور الحاسم في محاصرة الحرائق وكبح جماحها وسط توقعات بالسيطرة عليها خلال الساعات القليلة المقبلة.
محافظ حماة الدكتور محمد حزوري قدر في اتصال مع قناة (السورية) اليوم خسائر الغابات والأحراج خلال سلسلة الحرائق التي طالت المنطقة منذ أكثر من أسبوع بنحو 8000 دونم من ضمنها نحو 1000 دونم أملاك خاصة وما تبقى أراض حراجية أملاك عامة.
وحول كيفية تلافي الحرائق في الأعوام القادمة أوضح المحافظ أنه من خلال زيادة عدد المخافر الحراجية ونقاط التدخل السريع فيها وفتح طرق نارية إضافية يمكن الحد إلى أبعد مدى من أي خسائر في المستقبل.
وبشأن نزوح بعض الأهالي في عين حلاقيم قال حزوري “لأن الغبار والدخان أثرا على مرضى الربو فتم إجلاؤهم كما تم إجلاء المسنين والأطفال والنساء حرصاً على سلامتهم وهذا إجراء احترازي.. وعملنا على إنشاء طوق في محيط المنازل التي كانت على تماس مع الحرائق في عين حلاقيم وحزور عن طريق التركسات والبلدوزرات لعزلها”.
وفي سياق متصل ذكرت وزارة الزراعة اليوم أن التحقيقات الأولية في حرائق الغاب ومصياف في ريف حماة بينت أن بعضها مفتعل مشيرة إلى توقيف عدد من الأشخاص وتنظيم الضبوط بحقهم.
خسائر كبيرة طالت الثروة الحراجية إضافة إلى مزروعات الأهالي في الريف الغربي لمحافظة حماة جراء تلك الحرائق قدرت بآلاف الدونمات وتحتاج لجهود كبيرة وخطط وبرامج زراعية طويلة الأمد لإعادة تشجيرها واستصلاحها لتعود رئة سورية الخضراء إلى ما كانت عليه مجدداً.