الثورة أون لاين – رامز محفوظ:
بعد انخفاض شعبيته في الداخل الأميركي وضعف حظوظه في الوصول إلى سدة الحكم نتيجة عجزه عن إدارة البلاد، ولجوئه للعنف بحق الأميركيين، بدأ الرئيس الأميركي دونالد ترامب يشكك بنزاهة الانتخابات الرئاسية القادمة قبل أن تبدأ، عبر الترويج لسلسلة من الأكاذيب والافتراءات لتحميل خصومه مسؤولية خسارته المحتملة، وبالتالي إيجاد الذرائع لعدم تسليمه السلطة، وهو سبق له وأن قال بأنه مستعد لإشعال حرب أهلية بحال تم عزله، وهذا يشير إلى نيته المبيتة بعدم مغادرة البيت الأبيض حتى ولو خسر الانتخابات.
ترامب وتحت عنوان “لن نخسر هذه الانتخابات إلا إذا كانت مزورة”، يحاول زرع الشك بشأن نزاهة اقتراع تشرين الثاني الرئاسي، وهذا يلقي الضوء على جانب مقلق بشكل متزايد مفاده: هل بإمكان الولايات المتحدة التي تعتبر نفسها من الدول “الديمقراطية” ضمان انتخابات حرة ومنصفة في 2020؟.
ففي وقت تتأهب الولايات الأميركية لانتخاباتها الرئاسية الـ50 لمواجهة مزاعم تدخلات خارجية أو غيرها، يبدو أن التهديدات الأكبر تأتي من الداخل، حيث قالت منظمة الأمن والتعاون في أوروبا التي راقبت انتخابات على مدى عقود في عدة بلدان إن إجراء هذه الانتخابات سيكون الأصعب في العقود الأخيرة.
وأفادت المنظمة في تقرير في تموز أن تدابير كوفيد-19 قد تؤثر على مستوى الثقة” ونزاهة إدارة الانتخابات و”إثارة الشكوك بشأن النتيجة في نهاية المطاف.
ويوجه مركز “كارتر”، غير التابع لأي من الحزبين الجمهوري والديمقراطي والذي أسسه الرئيس السابق جيمي كارتر وراقب الانتخابات في 39 بلدا منذ العام 1989، أنظاره لأول مرة نحو الولايات المتحدة، وكتب جيسون كارتر من المركز أواخر آب :يفقد الأميركيون ثقتهم في العملية الانتخابية في الولايات المتحدة.
وأضاف “تعاني البلاد من استقطاب عميق والناس من الجانبين اليمين واليسار قلقون حيال التهديدات لأمن الانتخابات ومصداقية العملية”.
وظهرت عدة مؤشرات على مخاطر جديدة محتملة فمنذ العام 2016، أُغلق أكثر من 1100 مركز اقتراع في تكساس وأريزونا ولويزيانا وغيرها، حسب “مؤتمر القيادة للحقوق المدنية وحقوق الإنسان”.
وازدادت الخلافات بشأن تمويل خدمة البريد الأميركية التي حذرت من أنها ستواجه صعوبات في معالجة العدد القياسي من الأصوات المرسلة عبر البريد، وفاقمت الطوابير الطويلة للغاية التي شهدتها الانتخابات التمهيدية هذا العام المخاوف بشأن القدرة على معالجة الأصوات بشكل مناسب.
ونظراً إلى أن العاملين في الانتخابات هم عادة متطوعون مسنون، يتوقع أن يلتزم كثير منهم منازلهم جرّاء المخاوف المرتبطة بكورونا المستجد، ما يعني أن الولايات تعمل جاهدة لتدريب ما يكفي من الكوادر على تنظيم الانتخابات.
وعلى الرغم من ذلك، هناك تدابير وقائية فرضت في العديد من المناطق لمنع تزوير الانتخابات، وفق جون هوداك من معهد “بروكينغز”، والذي شدَّد على أنه بينما يتسبب الوباء في ازدياد عمليات التصويت عبر البريد، إلا أن التأخير المحتمل في تثبيت نتائج الولايات لن يكون مدعاة قلق كما حذر ترامب.
هذا وأظهرت دراسة لمركز “بيو” أن الناس “لا يشعرون بثقة كبيرة بأن الأنظمة الانتخابية في الولايات المتحدة آمنة من الاختراق أو غير ذلك من التهديدات التكنولوجية”