الثورة أون لاين – عبد الحميد غانم:
تتعرّض فنزويلا بسبب مواقفها المناهضة للولايات المتحدة الأميركية لضغوط سياسيّة، وحصار، وعقوبات اقتصاديّة، ومحاولات التدخل الأميركيّ في شؤونها الداخليّة، وزعزعة استقرارها عبر تشديد العقوبات الاقتصادية، والمالية، ودعم القوى اليمينيّة لإحياء مخطّطاتها للهيمنة على هذا البلد الذي يمتلك ثروات نفطيّة هائلة، والانقلاب على الرئيس الشرعي باستخدام جميع الوسائل بما فيها العنف والفوضى.
ولا تتوانى أميركا عن محاولاتها في زعزعة استقرار فنزويلا وخلق هوة بين شعبها وقيادتها السياسيّة، بافتعال المشكلات الداخليّة والتجسس عليها.
فقد كشف الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو أنّ السلطات أحبطت مخططاً تخريبيّاً في مصفاة النفط إل باليتو، وقبضت على جاسوس أميركيّ مسلح كان يتجسّس على أكبر مصفاتين بالبلاد وهما أمواي وكاردون.
وإنّ المقبوض عليه هو من قوات مشاة البحرية الأميركيّة، وخدم في قواعد عسكريّة تابعة لوكالة المخابرات المركزية الأميركيّة في العراق، وكان بحوزته أسلحة متخصّصة ثقيلة ومبلغ كبير من الدولارات.
وذكر الرئيس مادورو أن وزير النفط طارق العيسمي وفريق مهندسين أحبطوا خطّة لتنفيذ تفجير في مصفاة إل باليتو الواقعة على بعد نحو 120 كيلومتراً غرب العاصمة كاراكاس.
وتعتبر مصفاة كاردون التي تبلغ طاقتها 305 آلاف برميل يوميّاً جزءاً من مركز باراغوان لتكرير النفط وهي الأكبر في البلاد وثاني أكبر مصفاة في العالم بقدرة تكريرية معلنة تصل إلى مليون برميل يوميّاً ما يعادل 72 بالمئة من قدرة المعالجة لشركة النفط الوطنية الفنزويليّة.
وتستشعر فنزويلا محاولات أميركا العدوانيّة ضدّها، وحذّرت أكثر من مرّة من تلك المحاولات. إذ طالب الرئيس مادورو في تموز الماضي حكومات كلّ من الولايات المتحدة والمكسيك وكولومبيا بتقديم توضيحات حول تورطهم في مؤامرة تعدّها وكالة الاستخبارات المركزية الأميركيّة سي آي إيه ضدّ بلاده.
وقد رصدت فنزويلا تحليق طائرات تجسس تابعة لسلاح الجوّ الأميركيّ في الأجواء قرب فنزويلا منذ أسبوع.
ورجّحت صحيفة روسيّة أن تكون طائرات التجسس الأميركيّة تفحص إمكانيات فنزويلا العسكرية.
وقد قال وزير الخارجية الروسيّ سيرغي لافروف، في الأسبوع الفائت: إنه لا يستبعد إمكانية أن تشنّ الولايات المتحدة الأميركيّة عدواناً عسكريّاً على فنزويلا، وتحدّث حول ذلك أمين مجلس الأمن الروسي نيكولاي باتروشيف أيضاً.
وهو الأمر الذي أشار إليه مستشار الأمن القومي الأميركيّ جون بولتون بأنّ بلاده تحاول إنشاء تحالف لتغيير السلطة في فنزويلا.
وتلعب الولايات المتحدة دوراً استفزازيّاً عبر التدخل في الشؤون الداخلية لفنزويلا وغيرها من الدول المناهضة لسياساتها وتحاول التأثير في العامل الاجتماعي الاقتصادي لهذه الدول، حيث تحاول من خلال ذلك إضعاف السياسيات الاقتصاديّة لجرّ الشعب الفنزويليّ للتغيير عبر شعارات وحركات سياسيّة تحرّض على فشل النظام السياسي القائم والدفع بالمواطنين إلى الشارع سعياً للضغط على الدولة الشرعيّة والرئيس الذي جاء عبر انتخابات شرعيّة، بالرغم من أن الوضع الاقتصادي الصعب الذي تعاني منه البلاد هو من جراء الحرب الأميركيّة المباشرة على فنزويلا من ضغوط وعقوبات وحصار اقتصادي مفروض منذ عقود.
وقد راهنت الولايات المتحدة على خيارين الأول الرهان على انقلاب شعبي عبر الضغط الاقتصادي، وإما الدخول في حرب أهليّة بعد تسليح المعارضة لمواجهة الجيش وإنهاكه، وقد فشلت في رهانها، وأثبت الرئيس شرعيّته ودعم الشعب له.
وبالمجمل فإنّ الولايات المتحدة الأميركيّة تُعدّ مخططاً عدوانيّاً ضدّ فنزويلا تهدف من ورائه تغيير الرئيس الشرعي ووضع سلطة تابعة لها تمكّنها من السيطرة على ثروات البلاد وسرقتها، إلا أنّها ستفشل كما فشلت مخطّطاتها السابقة منذ عهد الرئيس تشافي.
وتكشف محاولات التجسس الأميركيّ عن مخطّط عدوانيّ تسعى الإدارة لتحقيقه بالتنسيق مع دول أخرى لضرب النظام السياسيّ التقدّمي للرئيس ماسورة، وجرّ البلاد إلى ويلات الفتنة والحرب الأهلية لإضعافها وسرقة ثرواتها وجعلها الحديقة الخلفية للولايات المتحدة كما كانت تفعل مع دول أميركا اللاتينية قبل قيام الأنظمة الجمهوريّة في تلك البلدان.