الملحق الثقافي:
ولد بينيديتو كروتشه في مقاطعة أكويلا الإيطالية عام 1866 لأسرة ثرية، وبعد موت والديه، ساعدته ثروته على إكمال مشروعه الفلسفي من دون عوز أو حاجة.
درس التاريخ والآداب ثم تحول إلى الفلسفة وتأثر بأستاذه أنتونيو لابريولا، وأصدر أول كتاب له عام 1900 بعنوان «مادية التاريخ ومبادئ كارل ماركس الاقتصادية» وهو مجموعة من المقالات المستندة إلى كتاب «رأس المال» لكارل ماركس. ومع تأكيده على إعلاء شأن ماركس وإنجلس، إلا أن كروتشه عارض مبدأ تفسير التاريخ على أساس اقتصادي صرف، وجادل لإثبات أن العقل هو الحقيقة الأولى والأخيرة وليس المادة، وأطلق على فلسفته «فلسفة الروح».
تناول في مؤلفه «فلسفة الجانب العملي» المنطق وأبحاث ميتافيزيقية عن مشكلة حرية الإرادة. وفي كتابه «في التاريخ» رأى بأن التاريخ فلسفة متحركة، وعلى الفلاسفة فقط يقع عبء كتابة التاريخ.
إن التاريخ بالنسبة إليه متعذر على الكشف، إذ يراه فن اختيار أكذوبة تشبه الحقيقة بين جملة أكاذيب، كما قال روسو. ولهذا يهاجم كروتشه الفيلسوفين هيغل وماركس، باعتبارهما منظرين يحولان التاريخ إلى منطق، بدلاً من كتابته كسفر يكشف القناع عن الطبيعة ويكون مرآة للإنسان.
نشر عام 1902 كتاب «الجمال»، معلناً فيه أنه يفضل الفن على العلم والميتافيزيقا، في محاولة منه لإعلاء شأن الجمال على الفائدة.
عين كروتشه وزيراً للمعارف، وانتخب عضواً في مجلس الشيوخ مدى الحياة، فجمع بين السياسة والفلسفة، إلا أنه لم يول كبير اهتمامه بالسياسة، وكرس كبير وقته لتحرير مجلة «لاكربتيكا».
اندلعت الحرب العالمية الأولى، ورأى فيها كروتشه انتحاراً وجنوناً، وتوقفاً للعقل الأوروبي، فلاقى في أول الأمر عزلة، إذ اتهم بالوقوف ضد بلده إيطاليا التي دخلت الحرب. ولكن أفكاره المستنيرة، دفعت الناس إلى الصفح عنه، والاستماع إلى آرائه التي ترى في السلام والاستقرار، هدفين للتطور والتقدم.
التاريخ: الثلاثاء15-9-2020
رقم العدد :1013