التخويف.. لعبة متبادلة بين جمهوريي أميركا وديمقراطييها

الثورة أون لاين – ترجمة ختام أحمد:
اتهمت صحيفتا واشنطن بوست ونيويورك تايمز دونالد ترامب بإثارة الخوف بين الأمريكيين، ومن الملاحظ أن إثارة الخوف هي لعبة يلعبها كل من الجمهوريين والديمقراطيين، لكن الاختلاف الوحيد هو ما يخوفون الناس منه. حيث يقرع الحزب الجمهوري حاليًا الطبول ضد منظمة (حياة السود مهمة) وضد الصين، ومن ناحية أخرى يكرر الديمقراطيون نفس النغمة التي كانوا ينهقون بها منذ منتصف عام 2016 وهي روسيا وروسيا ثم روسيا ، فاللعبة هي نفسها، والموقف من كلا الطرفين هو: ” أي شيء يمكنك القيام به ، يمكنني القيام به بشكل أفضل .”
كان لوسائل الإعلام ومواقع الانترنت دور كبير في إنشاء حالة من الذعر بين الامريكيين، فقد اتهمت صحيفة نيويورك تايمز ومنصة الفيس بوك موقع(Peacedat ) بيسداتا الروسي، انه كان يعمل بنشاط ويحاول تعطيل الانتخابات “، هذا بالنسبة لحملة بايدن، وبنظر الحملة ستحاول روسيا التدخل في الانتخابات نيابة عن دونالد ترامب، وكانت منصة فيس بوك هي المحرك الرئيسي لهذه الجهود”.
لكن ما دليلهم على ذلك ؟ الإجابة هي أنهم لا يستطيعون إثبات ذلك لسبب بسيط وهو أن الأمر برمته هراء من البداية إلى النهاية، ويكذبون بكل شيء، ليس فقط بشأن بيسداتا، بل أيضاً يكذبون بخصوص التدخل الروسي ويكذبون بخصوص وجود رابط بين الموقع الروسي المفترض والكرملين، ويدّعون أن الموقع متصل “بأفراد مرتبطين بالنشاط السابق من قبل وكالة أبحاث الإنترنت الروسية”.
لا يوجد دليل يربط وكالة أبحاث الإنترنت مع الكرملين. كما لا يوجد دليل حقيقي على تدخلها في الانتخابات الأمريكية، قال روب غولدمان نائب رئيس فيسبوك للإعلانات في تغريدة له عام 2018: “لقد رأيت كل الإعلانات الروسية، ويمكنني أن أقول بشكل قاطع أن التأثير في الانتخابات لم يكن الهدف الرئيسي”. وقد تراجع عن قوله لاحقا تحت الإكراه، ثم سمح له فيسبوك بالرحيل بعد عام ونصف – أي انه لم يعد مرغوب فيه ضمن طاقم الفيسبوك – هذا ما يجعل تصريحه الأصلي أكثر مصداقية.
الحقيقة إن التدخل الروسي في عام 2016 ليس سوى قصة خيالية يخبرها أعضاء وكالة المخابرات المركزية. تقول وكالة الاستخبارات إن هناك بعض الأشخاص يعملون بالخفاء ويقولون للآخرين (“سيساعدك الكرملين !”). كل هذا هراء يهدف إلى تصوير الديمقراطيين على أنهم أكثر وطنية من الجمهوريين.
على الرغم من أن التايمز وواشنطن بوست تسرعان في تصنيف بيسداتا على أنه يعطي معلومات مضللة، فقد قمت بمراجعة مقال نشر في الموقع الروسي عن الأزمة في بيلاروسيا ووجدت العكس تمامًا، فقد كانت متوازنة وغنية بالمعلومات ومدروسة جيدًا.
لكن “ربما كانت اللغة المستخدمة صريحة جدًا ” لذا فهم يحاولون توخي الحذر عندما يتعلق الأمر بتقييم المعلومات المعروضة عليهم ويريدون من القراء توخي الحذر أيضًا، وهذا يرجع إلى رصيدهم من المتابعين. وقرأت في الموقع ذاته عما حدث خلال الانقلاب الناعم الذي دعمه الغرب بقيادة الولايات المتحدة في أوكرانيا في عام 2014، المبادئ هي نفسها: دولة على مفترق طرق بين الغرب وروسيا في لعبة الشطرنج الجيوسياسي.
باختصار، كانت مقالة دقيقة ومنصفة في تصويرها للدوافع الروسية والغربية، وبالتالي على بعد أميال من الدعاية التي تقدمها وسائل الإعلام المؤسسية، وهذا هو السبب في أن التايمز والبوست ترفضها باعتبارها معلومات مضللة، لأنهم لا يريدون من القراء أن يفكروا أو يعرفوا وجهة نظر حكومتهم الهستيرية.
إن الأشخاص الذين يصرخون باستمرار بشأن المعلومات المضللة هم أنفسهم الذين ينشرون معلومات مضللة على نطاق واسع ويقومون باختراع عدو كبير من أجل إخافة الناس منه وبالتالي السيطرة عليهم.
بقلم: دانيال لازار
Strategic Culture

آخر الأخبار
إعزاز تحيي الذكرى السنوية لاستشهاد القائد عبد القادر الصالح  ولي العهد السعودي في واشنطن.. وترامب يخاطب الرئيس الشرع  أنامل سيدات حلب ترسم قصص النجاح   "تجارة ريف دمشق" تسعى لتعزيز تنافسية قطاع الأدوات الكهربائية آليات تسجيل وشروط قبول محدّثة في امتحانات الشهادة الثانوية العامة  سوريا توقّع مذكرة تفاهم مع "اللجنة الدولية" في لاهاي  إجراء غير مسبوق.. "القرض الحسن" مشروع حكومي لدعم وتمويل زراعة القمح ملتقى سوري أردني لتكنولوجيا المعلومات في دمشق الوزير المصطفى يبحث مع السفير السعودي تطوير التعاون الإعلامي اجتماع سوري أردني لبناني مرتقب في عمّان لبحث الربط الكهربائي القطع الجائر للأشجار.. نزيف بيئي يهدد التوازن الطبيعي سوريا على طريق النمو.. مؤشرات واضحة للتعافي الاقتصادي العلاقات السورية – الصينية.. من حرير القوافل إلى دبلوماسية الإعمار بين الرواية الرسمية والسرديات المضللة.. قراءة في زيارة الوزير الشيباني إلى الصين حملات مستمرة لإزالة البسطات في شوارع حلب وفد روسي تركي سوري في الجنوب.. خطوة نحو استقرار حدودي وسحب الذرائع من تل أبيب مدرسة أبي بكر الرازي بحلب تعود لتصنع المستقبل بلا ترخيص .. ضبط 3 صيدليات مخالفة بالقنيطرة المعارض.. جسر لجذب الاستثمارات الأجنبية ومنصة لترويج المنتج الوطني المضادات الحيوية ومخاطر الاستخدام العشوائي لها