الثورة أون لاين – ترجمة ختام أحمد :
يُتهم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بـالكذب على الشعب الأمريكي بشأن جائحة فيروس كورونا الذي تسبب في عشرات الآلاف من الوفيات غير الضرورية. هذا لأن الرئيس يعترف بنفسه أنه كان يعرف مدى فتك المرض الفيروسي، لكنه بدلاً من ذلك “قلل من شأنه” عن عمد، علاوة على ذلك كشف اعترافه أيضا أن الحملة التي استمرت لأشهر من قبل إدارته لإلقاء اللوم على الصين في الوباء كانت كومة من الأكاذيب الساخرة، أكاذيب ترقى إلى حد العدوان المتهور الذي يخاطر بحرب مع الصين.
الأمر الأكثر إدانة هو اعتراف ترامب في 7 شباط بأنه يعرف أن فيروس COVID19 “قاتل” وأكثر فتكا من “الأنفلونزا الشديدة”، ليس هناك شك في أن ترامب كان قد اطلع في تلك المرحلة المبكرة من قبل مسؤولي استخباراته على أن الوباء على وشك الحدوث وأنه سيؤدي إلى عدد هائل من الوفيات.
ومع ذلك تأخر لعدة أسابيع في الدعوة إلى قيود الإغلاق، ورفض باستمرار دعوة الصحة العامة في التغريدات والتصريحات التي صور فيها الفيروس التاجي بأنه أقل ضررا من الأنفلونزا الشائعة والتي ستختفي “بأعجوبة” قريباً، وقال ترامب: في الواقع كنت أريد التقليل من شأن ذلك لأنني لا أريد إثارة الذعر.
إن حجم الجرائم الرئاسية هنا مذهل، فقد قام ترامب عن قصد بتضليل الجمهور بشأن المرض واستمر في إحباط خبراء الصحة الخاصين به في محاولاتهم لاحتواء الوباء – الذي تسبب حتى الآن في وفاة أكثر من 195000 شخص في الولايات المتحدة بمفردها.
منافسه على الرئاسة “الديمقراطي” جو بايدن انضم إلى الجوقة الإعلامية التي شجبت ترامب بسبب “الكذب على الشعب الأمريكي”. وهي أكاذيب خلقت توترات ضد بكين أدت الى حرب باردة جديدة وخطيرة معها ، حيث يمكن أن تؤدي العلاقات المتوترة إلى مواجهة عسكرية شاملة.
لقد تم إخفاء تقارير إعلامية تتحدث عن قيام الرئيس الصيني شي جين بينغ بتحذير ترامب قبل 7 شباط بشأن خطورة الفيروس وأن الرئيس شي قد أخبره بوضوح بعبارات لا لبس فيها بشأن خطر الوباء على الصحة العامة. ومع ذلك فإن السجل العام من آذار وحتى الوقت الحاضر يُظهر أن ترامب وإدارته شرعوا في حملة لتشويه سمعة الصين، وإلقاء اللوم على بكين و “الحزب الشيوعي الصيني” في “التستر”.
وأصر ترامب باستمرار على وصف الوباء بأنه “انفلونزا الصين” أو “طاعون ووهان” واتهم ترامب ووزير خارجيته مايك بومبيو مرارا وتكرارا الصين بـ “إطلاق العنان” للفيروس لتدمير الاقتصاد الأمريكي، كما هددت إدارة ترامب بشكل استفزازي بفرض عقوبات وانتقام ضد الصين.
لقد غذت هذه التوترات، التوترات الجيوسياسية الأخرى بشأن النزاعات الإقليمية في بحر الصين الجنوبي وفي العلاقات حول تايوان وهونغ كونغ. كما عززت فرص المواجهة العسكرية المتصاعدة بين واشنطن وبكين، بما في ذلك زيادة إرسال السفن الحربية والطائرات الحربية الأمريكية على مقربة من أراضي الصين في الأشهر الأخيرة، ومن خلال اتهامات إدارة ترامب الاستفزازية للغاية بتورط الصين في جائحة فيروس كورونا، تم تسميم المشاعر العامة الأمريكية تجاه الصين، بسبب الخطاب العدواني الذي أطلقه ترامب ومساعدوه المتشددون المناهضون للصين وأنصار الإعلام اليميني.
يُظهر الجدول الزمني الموثق علنا” أن الحكومة الصينية ومنظمة الصحة العالمية كانتا تنبهان المجتمع الدولي علنا” إلى تفشي الوباء في وقت مبكر من هذا العام. كما اتخذت الحكومة الصينية والدول الأخرى إجراءات حاسمة لاحتواء المرض. و بالنظر الى عدد القتلى في الصين من Covid-19 يقرب من 4600 – أي 2.3 في المائة من عدد القتلى الأمريكيين الذي يقارب 200000 شخص.
إن سلوك الرئيس ترامب المتعجرف في العلن مسؤول عن وفاة جماعية بين الأمريكيين بCovid-19. علاوة على ذلك كان يعرف جيدا ما سيحدث في السر ولكنه اختار “التقليل من شأنه” لتجنب “الذعر”، وتعطيل أرباح الرأسماليين الأمريكيين. كما لو أن هذا الإجرام الغاشم لا يكفي.
يعترف ترامب بأنه وإدارته قد تم إعلامهم تماما بالخطر العام من خلال الاتصالات الشخصية من القيادة الصينية في المرحلة المبكرة – ربما قبل شهرين من أمر واشنطن على مضض بإغلاق جزئي لحماية مواطنيها. ومنذ ذلك الحين كان ترامب وأعوانه يكذبون لتجريم الصين، وبالتالي يقودون العالم نحو حرب محتملة.
بقلم: فينيان كننغهام
Strategic Culture