ثورة أون لاين – بقلم مدير التحرير أحمد حمادة
إنه نظام (الكاوبوي) المارق، نظام العصابات الأميركي، الذي يعتمد سياسة الإرهاب والاغتيالات، ويمتهن أساليب قطاع الطرق، النظام الذي نشر الفوضى الهدامة في كل المعمورة، وأسّس التنظيمات الإرهابية المتطرفة كالقاعدة وداعش والنصرة، وأطلق العنان لجرائمها في سورية والمنطقة والعالم.
ولما أفلس، ولم يصل إلى تحقيق أجنداته المشبوهة، تحولت قرون استشعاره، ونبهته غريزته العدوانية، إلى أساليب أكثر بلطجة، فانتقل من رعاية الإرهاب العالمي – بعد فشل الرعاية – إلى امتهان أساليب العصابات الإجرامية، علّها تنقذ مشاريعه المتهاوية.
لكن اللافت أن البعض استغرب هذه البلطجة، التي عبر عنها الرئيس الأميركي العدواني دونالد ترامب في مقابلته مع قناة (فوكس نيوز)، والذي أقر فيها بأنه ناقش تصفية الرئيس بشار الأسد مع وزير الدفاع الأميركي السابق، أو أن البعض لم يسبق له أن سمع مثل هذا التصريح من قبل.
بيد أن الحقيقة، ومعطيات الوقائع والأدلة والوثائق، تؤكد أن هذا التصريح، وهذا الإقرار الفاضح، ليس جديداً على سياسة ساكني البيت الأبيض، ولا غريباً على مخططات السي آي إيه، ولا حتى استثنائياً على جداول أعمال البنتاغون، وليس مستحدثاً على آلية تعاطيهم الهدامة مع قضايا العالم، ولا غريباً على دولة مارقة كالولايات المتحدة الأميركيٍة، تتعامل أساساً مع العالم كله بصلف وغرور، وهي الدولة رقم واحد التي تدوس على القوانين الدولية وتخرج على مضامينها وأهدافها.
فكم اغتالت أميركا من الرؤساء والزعماء المعارضين لها والمخالفين لسياساتها، وكم اختطفت من الشخصيات العالمية التي لا تروق لها تصرفاتهم، كم سممت من القياديين على مستوى العالم، وما حدث لهوغو شافيز خير شاهد، كم وكم أجرمت بحق الإنسانية دون أن يرف لحكامها جفن أو يهتز لهم ضمير، تماماً كما هو كيانها الإسرائيلي الغاصب الذي يمتهن الأساليب الإرهابية ذاتها؟!.
إن ترامب، وبعد تصريحه البلطجي، بدأ يتفوق حتى على التنظيمات المتطرفة كالقاعدة وداعش والنصرة التي أسستها بلاده، وبات ينتهج أساليبها ذاتها، التي تتمثل بالتفجيرات بين المدنيين الأبرياء في كل مناطق العالم الساخنة، وتعتمد على أساليب القتل والتصفيات دون الأخذ بعين الاعتبار أي ضوابط أو قواعد قانونية أو إنسانية أو أخلاقية في سبيل تحقيق أجنداتها المشبوهة.
لكن المفارقة الساخرة أن ترامب تناسى وهو يتحدث عن الفرصة المزعومة أنه كانت لديه أيضاً الفرصة لتحقيق أطماع الكيان الصهيوني وأجنداته عبر كل هذا الإرهاب وتلك الفوضى الهدامة التي نشروها، ومع كل ذلك فشلت كل فرصه المزعومة بسبب إرادة السوريين ومقاومتهم لسياسات أميركا العدوانية، وسيُفشل أصحاب الأرض والحق كل مؤامرات واشنطن وسياساتها الإرهابية بحقهم مهما كلفهم من تضحيات، وإن غداً لناظره قريب.