الثورة أون لاين – هناء الدويري:
يسكت الصوت عندهم وتتأخر الكتابة ، لكن لغة الإشارة تنقذ عالمهم المجهول الى أن يتوحد صوتهم بحركات اليدين والجسم والعينين والفم….أكثر من ٧٢ مليون شخص من الصم حول العالم وفرت لهم لغة الإشارة وسيلة وفرصة لدعم وحماية الهوية اللغوية والتنوع الثقافي،وتم تخصيص يوم عالمي لجميع مستخدمي لغة الإشارة بتاريخ ٢٣ايلول ..
وبرغم وجود لغة إشارة دولية موحدة تستخدم في الاجتماعات الدولية،إلا ان لكل بلد لغة إشارة خاصة به تختلف عن باقي الدول وحتى في البلد الواحد توجد اكثر من لغة ..
لودفيج فان بيتهوفين الموسيقار الشهير لم يستطيع ان يخبر الناس بقساوتها ((ارفعو أصواتكم صيحوا…فأنا أصم)) ورغم صممه أهدى العالم السيمفونيات التسع التي أصبحت أساسية في تعلم الموسيقا،لغة الإشارة عنده حولها إلى مقطوعات موسيقية وألحان خالدة ..
ديفيدرايت الأديب الانجليزي المولود في جوهنسبرج جنوب أفريقيا ، لغة الإشارة جعلت منه شاعراً متميزاً تدرّس أعماله الى اليوم في أهم الجامعات العالمية وترك حوالي ٢٤ كتاباً ، وعمل في صحيفة ((الصنداي تايمز)) ولم تعيق لغة الإشارة تقدمه يوماً بل قدم الصمم في أروع الصور الشعرية لغة الإشارة أنتجت ثقافة تفاعلية وجسدت مشاعر وأحاسيس استحق روّادها أن يخلدهم التاريخ من أدباء وكتاب وعلماء ، من أديسون الى الكميت بن زيد الأسدي الى مصطفى صادق الرافعي الى هيلين كلير التي قالت (( عندما يغلق باب السعادة يفتح آخر،ولكن في كثير من الأحيان ننظر طويلاً الى الأبواب المغلقة بحيث لا نرى الأبواب التي فتحت لنا))
فلغة الجسد لغة ، ولغة الاشارة لغة ، ولغة الكلام لغة ، ولغة الموسيقا لغة ، وكلها تعابير تربط مسارات الحروف والكلمات ومعانيها لترقص في بحر الثقافات المتنوعة التي ينتجها مبدعون يتقنون ويجيدون التعبير عن أنفسهم بغض النظر عن اكتمال حواسهم .. فأحاسيسهم حاضرة وصوتها يسمع من به صمم