لمن يعتقد أن الحرب انتهت

أزمة البنزين ليست الأولى، ولن تكون الأخيرة.. ففي بلد يتعرض لحرب اقتصادية غربية عنوانها حصار وفعلها دمار، ستتوالى أزمات السوريين وتتعدد طالما خزان طاقتنا وبيدر قمحنا في الجزيرة السورية يخضع لاحتلال أميركي بتواطئ من ميليشيات انفصالية.

معركتنا لم تنته بعد.. بل هي، وإن سكنت قليلاً على الجبهات العسكرية، ماتزال على أشدها في جبهة الاقتصاد والسياسة.. ولمن يذكر فقد تعرض السوريون لأزمات متكررة في أوقات متعددة على مدى سنوات الحرب.. من أزمة الكهرباء والخبز إلى الغاز والمازوت والبنزين.. هل نسينا ذلك؟.

صحيح أنه ليس الحصار وحده مسؤول عن أزماتنا، فالفساد الذي تتعدد وجوهه من تهريب واحتكار واستغلال، هو شريك في الجريمة، أو شريك في الحرب على لقمة عيش السوريين، إنها الحرب بمفرزاتها ووجوهها المتعددة وأدواتها المختلفة تلقي بظلالها القاسية على يوميات السوريين ولقمة عيشهم ومصادر رزقهم.

جميعنا يتذكر، أو ينبغي أن يتذكر، أننا تعرضنا ومنذ سنوات الحرب الأولى لعدة أزمات تتعلق بالاحتياجات الأساسية للمواطن ففي شهر شباط 2013 عانى السوريون من أزمة خبز خانقة، وطالت طوابير الانتظار على الأفران قرابة الشهر لتعود وتنفرج بعد اكتشاف حجم تهريب الخبز والطحين وطرق استهداف رغيف الخبز، وفي نيسان 2019 عشنا أزمة محروقات استمرت قرابة الشهر نتيجة نقص التوريدات التي تشكل أكثر من ثلاثة أرباع الاستهلاك المحلي البالغ 140 ألف برميل يومياً وتم تجاوزها ببعض الإجراءات الحكومية.

الكهرباء، أيضاً، التي تعتمد بأغلبية إنتاجها على الفيول والغاز هي الأخرى تعرضت لانقطاعات طويلة وتخضع لفترات تقنين قاسية نتيجة الحصار والدمار الذي تعرضت له الشبكة ناهيك عن الاستهدافات والاعتداءات المتكررة على محطات الغاز والمصافي عبر الطيران المسير خلال السنوات الماضية.

التذكير بالحرب لايعني إعفاء المسؤول من مسؤولياته أو التهرب من المسؤولية في أي موقع كان، بل يعني أن نتعامل مع أوضاعنا من هذا المنظور الذي يستوجب استنفار الطاقات على مختلف الجبهات لتفادي الأزمات، وإن لم نستطع فلنخفف حدتها وتبعاتها بإجراءات استباقية تساعد على تجاوزها بأقل المصاعب والأضرار.

ومما لاشك فيه إذا صدقت النوايا وتحركت المبادرات، تستطيع سورية بإمكاناتها الزراعية والاقتصادية تجاوز ما يخطط لها على الصعيد الاقتصادي، وتستطيع أن تفشل الحصار بالاعتماد على الذات.

إضاءات- عبد الرحيم أحمد

آخر الأخبار
تقرير مدلس.. سوريا تنفي اعتزامها تسليم مقاتلين "إيغور" إلى الصين محافظ السويداء يؤكد أنه لا صحة للشائعات المثيرة لقلق الأهالي  بدورته التاسعة عشرة.. سوريا تشارك في معرض دبي للطيران أحداث الساحل والسويداء أمام القضاء.. المحاكمات العلنية ترسم ملامح العدالة السورية الجديدة وزمن القمع... الاقتصاد في مواجهة "اختبار حقيقي" سوريا وقطر.. شراكة جديدة في مكافحة الفساد وبناء مؤسسات الدولة الرقابة كمدخل للتنمية.. كيف تستفيد دم... إعادة دراسة تعرفة النقل.. فرصة لتخفيف الأعباء أم مجرد وعود؟ منشآت صناعية "تحت الضغط" بعد ارتفاع التكاليف وفد روسي ضخم في دمشق.. قراءة في التحول الاستراتيجي للعلاقات السورية–الروسية وزير الخارجية الشيباني: سوريا لن تكون مصدر تهديد للصين زيارة الشرع إلى المركزي.. تطوير القطاع المصرفي ركيزة للنمو المؤتمر الدولي للعلاج الفيزيائي "نُحرّك الحياة من جديد" بحمص مناقشة أول رسالة ماجستير بكلية الطب البشري بعد التحرير خطة إصلاحية في "تربية درعا" بمشاركة سوريا.. ورشة إقليمية لتعزيز تقدير المخاطر الزلزالية في الجزائر    السعودية تسلّم سوريا أوّل شحنة من المنحة النفطية تحول دبلوماسي كبير.. كيف غيّرت سوريا موقعها بعد عام من التحرير؟ سوريا تشارك في القاهرة بمناقشات عربية لتطوير آليات مكافحة الجرائم الإلكترونية جمعية أمراض الهضم: نقص التجهيزات يعوق تحسين الخدمة الطبية هيئة التخطيط وصندوق السكان.. نحو منظومة بيانات متكاملة