الثورة أون لاين- بقلم مدير التحرير بشار محمد:
تضغط الإدارة الأميركيّة بكلّ ثقلها وترمي بكل أوراقها وتمارس دور شرطي العالم بغطرسة في المناطق والدول التي تخالف إرادتها وتجابه مشروعها التخريبي والإرهابي وخاصة في سورية لفرض شروطها وإملاءاتها فيها تحت عناوين ومسوغات مفضوحة الأهداف والغايات عبر الإرهاب الاقتصادي وتجديد العقوبات وانتهاجها لممارسات عصابات المافيا و”الكوبوي” وتوظيف سياسات دول ومنظمات دولية لضمان تحقيق تلك الأهداف القذرة.
فصل جديد من إرهاب الدولة تمارسه إدارة الرئيس الأميركيّ ترامب هذه المرة عبر وكيل جديد متمثل بالحكومة الهولندية التي ارتضت لنفسها دور التابع الذليل لها باستخدامها محكمة العدل الدولية في “لاهاي” لخدمة أجندات سيدها الأميركيّ السياسية وذلك في انتهاك فاضح لتعهداتها والتزاماتها كدولة المقرّ لهذه المنظمة الدولية ونظامها.
الخطوة الهولندية تندرج في سياق زيادة الضغط الأميركيّ على الحكومة السورية وابتزازها من بوابة الحريات وضمان حقوق الإنسان لضمان تنازلات سياسية بالتوازي مع زيادة حصارها وإرهابها الاقتصادي على الشعب السوري للتأثير على خياراته الوطنية وكسر إرادته عبر حرمانه من مقدراته وحقوقه وخلق أزمات معيشية متلاحقة ومتزامنة مع الحرب الإرهابية التي لم تنته فصولها بعد.
ترامب اللاهث وراء تجديد ولاية رئاسية له يدرك أهمية تحقيق مكاسب في الملف السوري وتوظيفها في الصندوق الانتخابي لكسب ودّ رأس المال الصهيوني العالمي لذا لن يدخر وسيلة في سبيل تحقيق غايته عبر تجديد العقوبات على حلفاء دمشق في إيران وروسيا والضغط بقوة لاستمرار مسلسل التطبيع مع كيان العدو لتغيير وجهة الصراع وفرض واقع جديد يحاكي مخططاته العدوانية.
دمشق تدرك حقيقة المخطط الأميركيّ وتحتفظ بحقها في مقاضاة الدول التي دعمت الإرهاب لوجستياً ومالياً بالأدلة وتعي تماماً حقيقة المخطط وفصوله وأدواره وأدواته واحتدامه خلال الفترة الحالية تحديداً لتحقيق هدف عجزت عنه دول تابعة ذليلة ومجموعاتها الإرهابية ومرتزقتها وأدواتها العميلة الانفصالية.
دمشق التي هزمت المشروع الإرهابي وصمدت في الميدان ستصمد في وجه الإرهاب الاقتصادي الأشد خطراً وإجراماً بحق الشعب السوري وستفوّت الفرصة بالتنسيق مع الحلفاء والأصدقاء على الأميركيّ وأدواته القذرة للنيل من صمودها وتملك الخيارات الوطنية للانتصار وفرض إرادتها وخيار شعبها.