ثورة أون لاين – بقلم مدير التحرير أحمد حمادة:
من يتابع محاولة هولندا استخدام محكمة العدل الدولية كمنصّة للهجوم على سورية وتمرير أجندات أميركا وحلفائها وأدواتها من خلالها، يدرك أن أقطاب منظومة العدوان الغربي على سورية لم يعد في جعبتهم سوى استخدام المؤسسات الدولية لفرض شروطهم على الدولة السّوريّة، بعد أن جرّبوا كلّ مخططاتهم الإرهابيّة والانفصاليّة وخطواتهم في القتل والتهجير والتعطيش والتجويع والحصار ولم يفلحوا في الوصول إلى مآربهم الشيطانيّة.
ومن يتابع خطوات منظومة العدوان بقيادة أميركا، وأداتها النظام التركي، ومرتزقتها، تجاه سورية، واستمرارها في إرهابها ضدّ السوريين، ومُضيّها في أجنداتها المشبوهة، رغم كلّ ما أصابها من خيبات، يدرك تماماً أنّ حكّام هذه المنظومة ومنظّريها وباحثيها وأصحاب الرؤوس الصهيونيّة الحامية في مفاصلها لم يدركوا بعد حجم غبائهم وخسارتهم، القادمة أصلاً من حجم غطرستهم العمياء.
فلا المحتلّ الأميركيّ توقّف عن محاولة استخدام مجلس حقوق الإنسان ومنظمّة حظر الأسلحة الكيميائيّة ومجلس الأمن الدوليّ ومحكمة العدل الدوليّة ضدّ سورية رغم فشل كلّ خطواته السابقة في هذا الإطار، ولا الغزاة الأتراك ومرتزقتهم توقفوا عن ممارسة سياسات الترهيب والقتل والإجرام بحقّ أهلنا في الجزيرة السّوريّة رغم فشلهم الذريع في الميدان، ولا ميليشياتهم الانفصاليّة (قسد) المدعومة من قواتهم المحتلّة تراجعت عن إرهابها في دير الزور والرقة والحسكة رغم وأد أحلامها الانفصاليّة.
لم يدركوا بعد أنّ رسالة السوريين لأركان الإرهاب تتلخص بأنّهم سيستمرّون في المقاومة ما دامت منظومة الإرهاب تغلّب أسلوب العدوان على الحوار، وأن حلفاء سورية سيستمرّون في الدفاع عنها، ولن يكون الأمر في مجلس الأمن وحده بل في كل المنابر الدوليّة والأمميّة، بدءاً بمجلس حقوق الإنسان وليس انتهاءً بمنظمة حظر الأسلحة الكيميائيّة، وأخيراً في محكمة العدل الدولية كما أرادت هولندا أن تفعلها بأوامر من سيدها الأميركيّ.
لن تفلح منظومة العدوان باستخدام هذه المنابر كمنصّة للعدوان على سورية أو الضغط عليها كي تستسلم لإملاءات الغرب وشروطه لأنّ الحقّ ساطع وصاحب الحقّ هو المنتصر في نهاية المطاف، والأهم من هذا وذاك أنّ السوريين لن يسمحوا لمنظومة الإرهاب بتنفيذ مخططاتها المشبوهة في التقسيم والتهجير والانفصال مهما كلّفهم من تضحيات، حتى وإن استخدمت هذه المنظومة العدوانيّة كلّ المنابر الدوليّة لتنفيذ أجنداتها الإرهابيّة.