الثورة أون لاين- سلوى الديب:
“الحب الذي لا يمكن تفسيرهُ، إلا أنَّهُ يفسّر كل شيء ولا يمكن إلاّ معايشته واختبارهُ.
في صراع بين الفكر الصانع للعقدْ يأتي الحب ليذيب جميع العُقد، الحب الذي سما بمارثا ومازن إلى أبعد من تضاريس الجسد وكينونة الروح ، لابد أن يرى الشمس..” بهذه الكلمات قدمت عملها الروائي “شوارع الياسمين” الروائية أوجيني رزق ، وذلك في مديرية ثقافة حمص في المركز الثقافي خلال حفل توقيعه، سلط الضوء على العمل الأدبي عدة أدباء بداية الأديبة خديجة الحسن، قائلة:
تأتي الرواية في ستة عشر فصلاً تستمد الكاتبة أوجيني موضوعاتها من الواقع الطبيعي والاجتماعي المرتبط بالإنسان وتمرده على قسوة العادات والتقاليد وتنير جانباً من الحياة الذي يجد الكثير من الشباب أنفسهم في مواجهته.
تبدأ الرواية في النجاح والتحصيل العلمي العالي والأحلام، وهذا دليل على الطموح والتفاؤل والأمل والحيوية وحب الحياة.
شكلت البداية خلفية مادية للقارئ وجهته لكيفية رسم المشاهد الدرامية القادمة في الرواية المطعمة بأغاني فيروز الرائعة.
وشخوصها يفرحون ويحزنون ويعانون ويتألمون ويحققون بعض أحلامهم وأمانيهم ويخفقون في أخرى، وتعدد الأشخاص في الرواية أدى لتعدد الأصوات، وهذا ما جعل مستوى الخيال أعلى عند الكاتبة وجعل مستوى التساؤلات أعلى لدى القارئ، فتفاعل معها وجذبت انتباهه ، وهي لم تهرب من واقعها بل جعلت من روايتها وسيلة للتمسك بما هو حقيقي في عالم تنهار فيه القيم بل ينهار به كل شيء.
وأشارت الحسن إلى تصوير الكاتبة التدخل الديني والعيش المشترك في المجتمع السوري بكل جماليته وأهميته في بناء الإنسان والمجتمع المتماسك.
وقد ربطت رزق الإبداع الأدبي بالواقع الاجتماعي بعيداً عن التقريرية والمباشرة والخطابة والوعظ بأسلوب سلس ممتع.
أما الأديب عيسى إسماعيل فتحدث عن العمل، قائلاً: تبدأ الكاتبة أوجيني روايتها شوارع الياسمين مارثا دون تمهيد بعبارات تقريرية، وكأنها تفترض أن القارئ يعرف شيئاً عما سترويه وأنه من أهل الرواية ، وهذا المدخل للقارئ يشعره بألفة وثقة ، تبدأ الرواية “أحلام البنات بالسفر والمغامرة لا نهاية لها، لطالما كان هاجس “مارثا” أن تكمل دراستها في دمشق الياسمين ، كانت تحلم كثيراً”، والرواية عن مارثا وعن مازن وأيضا طرحت قصص حب أخرى، وللرواية جانبان هامان: الأول وطني بامتياز والثاني اجتماعي ويبرز الجانب الوطني من خلال العنوان “شوارع الياسمين مارثا” والياسمين رمز جمالي لدمشق الشام كما يقولون عنها، ودمشق تعني شعورا باذخاً بالعزة والوطنية والقومية..
والرواية تطرح وعياً استثنائياً يقول أن السوريين ينتمون لطائفة واحدة اسمها سورية وهذا ما نحتاجه للصمود وبوجه التحديات..
وتناول الأديب غانم أبو حمود تجربتها قائلاً: لم تكتب أوجيني رزق لأنها رأت أمامها ورق أبيض بل كتبت حين رأت في عقلها شيئاً يجب أن يكتب، إذاً فهي رأت بعين العقل لا بعين الوجه، وكم كانت قلقة وجلةً مخافة فشل التجربة، وأصابع الاتهام ، ونظرات الازدراء، لكنها قرّرت عدم الانسحاب وكنت أرى وأقرأ عزمها على التجريب والمجازفة مقولة :”إن الإنسان لا يدخل الجنة دون موت” والكُتابْ مستهدفون، كما قال الجاحظ”