المخرج خالد الحمصي: السينما وسيلة للتعبير عن قضايا الهوية والانتماء

الثورة – آنا عزيز الخضر :

يأبى المبدع السوري إلا أن يستثمر إنجازاته في خدمة بلده أينما كان، إذ يبقى الوطن ملهمه، يسكن داخله ويوجهه إلى الخلق والابتكار أينما كان، ويتجلى ذلك الإبداع في أي انجاز يقدمه مستلهماً من الواقع كل ما يؤرقه، مشغولاً بقضايا الوطن ومشكلاته، يدافع عنه عبر أي وسيلة كانت “فنية، ثقافية، اجتماعية..”، سعياً إلى إنجاز رسالته التي يعتبرها أمانة في عنقه مثلما يتضح في أي عمل يقوم به.

وليس أكثر من السينما وسيلة ثقافية قادرة على حمل الرسائل الكبرى، فهي فن عالمي قادر على الوصول الى كل مكان، ومن هنا عمل المبدع السوري على تفعيل هذه الوسيلة رغم الإمكانيات البسيطة التي بين يديه.

ضمن هذا السياق تندرج العديد من الأفلام السورية التي صُنِعت في بلاد اللجوء، والتي ينضح كل منها بالحب والمسؤولية اتجاه الوطن، وكشف مشكلات أبنائه ومعاناتهم في بلاد الغربة، وفي الوقت نفسه تتجلى مسؤولية صانعيها اتجاه بلدهم الذي يسكن في داخلهم مهما غردوا بعيداً.

يبدعون ليُطلعوا الثقافات الغربية على ثقافة أصيلة عاشت داخلهم، ويعودون بذاك الإبداع إلى أرض الوطن معلنين صرختهم الدائمة بارتباطهم بالوطن.

من تلك الأفلام “فيولا” و”ياسمين”، وهما فيلمان من إخراج خالد الحمصي، وهو مخرج ومنتج سوري ومدير قسم الأفلام في جمعية دارنا الثقافية في ألمانيا، درس السينما والمسرح والإعلام في جامعة فرانكفورت وتخرج عام 2020، وشارك منذ ذلك الحين في عدد من المشروعات الفنية والسينمائية، ويعود اليوم إلى أرض الوطن حاملاً أفلامه التي عُرِضت في مراكز ثقافية عدة.

يتحدث المخرج خالد الحمصي لصحيفة الثورة قائلاً: عملنا في قسم الأفلام منذ تأسيسه عام 2018 على إنتاج فيلمين قصيرين هما “فيولا” و”ياسمين”، وتم تطويرهما وتنفيذهما ضمن فريق متنوع يضم أشخاصاً من خلفيات واختصاصات مختلفة.

وقد جاءت الفكرة من رغبتنا في التعبير عن تجربتنا كسوريين مهجّرين من الحرب نحاول بناء مستقبل جديد في ألمانيا، واستخدام السينما كوسيلة للتعبير عن قضايا الاندماج والهوية والانتماء.

ويتابع: “في عملي الإخراجي، ركّزت على تسليط الضوء نحو الجانب النفسي الصعب للاجئ، وعلى التحديات اليومية التي يواجهها في محاولته التكيّف وبناء حياة جديدة، كما حرصت على العمل مع ممثلين سوريين يعيشون التجربة ذاتها، ليكون الأداء صادقاً وقريباً من الواقع.

وفيما يتعلق بفيلم “فيولا” وهو من تأليف شهرزاد قنوع، أشار إلى أنه يتناول بشكل رمزي أثر الحروب والكوارث على الإنسان والطبيعة من خلال قصة شاب يسافر لإنقاذ زهرة مهددة بالانقراض.

أما فيلم “ياسمين” تأليف شهرزاد قنوع، فعالج موضوع الهجرة بشكل آخر، كما أكد في حديثه لافتاً إلى أنه يحكي عن امرأة سورية تكافح لإثبات نفسها في مجتمع جديد، وتجد طريقها من جديد عبر الموسيقا رغم كل الصعوبات التي وقفت أمام موهبتها وطموحها، فقد تابعت العمل والإصرار للوصول الى غايتها واضعة نصب عينيها تحقيق أمانياتها، لتقول إن المبدع السوري قادر على صنع المعجزات في أصعب الظروف، وقادر على التحدي ليقدم رسالته السامية مهما تعرض لصعوبات، ليكون هو الأقوى بإرادته ومتابعته وإصراره.

وعن الظروف الإنتاجية التي أحاطت بإنجاز الفيلمين، يقول: “تم إنجاز هذه المشروعات بأبسط الإمكانيات الإنتاجية، وكان هدفنا الأساسي أن نخلق مساحة للاجئين ليعبّروا عن أنفسهم، وفي الوقت نفسه منح الجمهور الألماني فرصة لاكتشاف المزيد عن هويتنا وثقافتنا من خلال الفن والسينما”.

ويختم كلامه قائلاً: “من خلال هذه التجارب، نسعى في جمعية دارنا، التي أنتجت العملين إلى تعزيز التعايش بين المجتمعات، وتشجيع الناس على فهم عملية إنتاج الأفلام واستخدامها كوسيلة للتعبير الإنساني المشترك”.

آخر الأخبار
ماذا تعني الاتفاقية الأمنية الجديدة بين سوريا وإسرائيل؟ لماذا يترقب لبنان نتائج زيارة الرئيس الشرع إلى "البيت الأبيض"؟ "تجارة حلب" تبحث تحديات قطاع المواد الكيماوية للأدوية ومواد التجميل بعد ارتفاع تعرفة الكهرباء.. المنتج المحلي عاجز عن منافسة المستورد ازدحام السيارات يهدد هوية دمشق القديمة ويقضم ذاكرة المكان فوضى ارتفاع الأسعار مستمرة.. حبزه: التجار يسعرون عبر الواتس آب مستشفى جبلة الوطني.. خدمات مستمرة على الرغم من الصعوبات "مغارة جوعيت" جمال فريد لم يلتفت إليه أحد! الرئيس الشرع يلتقي ترامب في "البيت الأبيض" في هذا التوقيت.. تفاصيل اللقاء ما علاقة زيارة الشرع لـ "البيت الأبيض" بإطلاق العملة السورية الجديدة؟ الزراعة في حلب.. تحديات الواقع وآفاق الاستثمار الواعد الشرع وفيدان في واشنطن.. زيارة ثنائية متزامنة بنفس التوقيت إزالة "الفيميه" .. تعيد الجدل في شوارع حلب حين تفقد الكهرباء عقلها..معركة الطاقة تبدأ من الإدارة تمويل خليجي وخبرة روسية يعيد إحياء الطاقة في سوريا اتفاقيات الحبتور في سوريا نقلة نوعية نحو اقتصاد المستقبل معاون وزير الاقتصاد: وحدات تعبئة المياه تربح 20 مليار ليرة زيارة الرئيس الشرع إلى واشنطن.. بوابة لإعادة الإعمار والاستقرار الاقتصادي 70 بالمئة من زيوت السيارات مغشوشة إلغاء قانون قيصر.. بداية بناء المستقبل الاستثماري