الثورة أون لاين -غصون سليمان:
في سباق مع الزمن يتحدى عمالنا شقوة الطوارىء حين تؤدي بعض الأعطال المتسربة والهاربة من عمرها إلى إحداث شلل ما في منشأة صناعية أو اقتصادية او خدمية.
فقد كان للسواعد المباركة ولتلك الجباه التي اكتوت بجمر الحر وقر البرد بصمة واضحة في تفاصيل وأبعاد الحدث والحياة السورية خلال السنوات العشر الماضية والتي كرست ويلات لاتغتفر بحق الشعب والوطن نظرا للحرب العدوانية الظالمة على أرضنا.
عمال سورية الذين يضاعفون الجهود ويواصلون الليل بالنهار لإعادة الإقلاع والنشاط لمصفاة بانياس على سبيل المثال لا الحصر لتخفيف الضغط على مادة البنزين..إضافة إلى مجموعات العمل الأخرى التي كانت تتنقل ومازالت تحت مرمى الارهاب والتخريب في اصلاح وترميم محطات الكهرباء وضخ المياه،وخطوط النفط في العديد من المحافظات التي تتعرض لاعتداءات ارهابية مختلفة.
هؤلاء العمال المتواجون على امتداد ساحة الوطن القابضون على أمانة الانتماء للوطن قولا وفعلا، هم من طينة مطهرة ومعدن من ذهب وعقيدة من وفاء..
عرفناهم في كل ميادين العمل والانتاج في أصعب الظروف وأحلكها كما جيشنا العربي السوري ،فكانوا الرديف الحقيقي لهؤلاء الأبطال والدرع الواقي لتأمين المتطلبات المختلفة.
عشر سنوات من تحدي القهر تصعب فيها حروف اللغة عن وصف ارادة عمالنا واصرارهم على ترميم وإصلاح كل ماتهدم وتكسر .تنقلوا بين الألغام،وتجاوزوا شظايا وقذائف جهنم ،عبروا لهيب الحرائق والدخان،لم يسلموا من الخطف والقتل والاعتداء والتخريب الممنهج للصروح والمعامل والمصانع والمؤسسات التي انجزت بعرق وتعب سواعد الطبقة العاملة السورية على مدى عشرات السنين.
هم اليوم عين الوطن التي لاتغفل،ولاتستسلم لليأس والاحباط، يشرعون أبواب التفاؤل بصناعة مفاتيح الحياة بإرادة وعزيمة خبرتها كل الظروف، وانتصرت عليها في أحلكها.
لعمال سورية كل المحبة والتقدير ، ننحني أمام صبركم على التعب والارهاق المتواصل ،دون تأفف أو خذلان،لتكتبوا بعرقكم نحن عمال الوطن ،كنا ومازلنا وسنبقى بناته وحراسه.