الثورة أون لاين – نيفين أحمد:
االتراث السوري دائما محط أنظار العديد من الهواة والمحترفين عراقة وشكلاً ومضموناً فهو ذاكرة أمة وثقافة مجتمع وإرث حضاري إنساني لأي مجتمع من المجتمعات ..وبالتالي فإننا نجد ابن الريف بشكل عام لديه أفق واسع ،فالطبيعة تمنحه الكثير من الصور الشاعرية المتدفقة والتي تسمح للخيال أن يعيد صياغة جديدة لما هو أجمل.
“حسن سليمان” شاب من محافظة اللاذقية قرية (بيت ياشوط) متحمس للحفاظ على كل ماهو شيء جميل و ذو قيمة مما يراه في المحيط الذي يعيش به فالإنسان هو ابن بيئته كما يقال ومن يمتلك احساس الفن يدرك أهمية وقيمة مانستعمله من أشياء تراثية تطورت منذ مهدها الاول سواء داخل المنازل الى صالات العرض.
حسن سليمان هذا الشاب من هواة جمع كل مايتعلق بالتراث السوري ومهتم جداً باقتنائه له ،حيث لديه مقتنيات هامة جدا ولافتة في القدم من الأدوات التراثية والفلكلورية السورية من حيث النوع والكم.
فقد استطاع أن يدخر العديد من المقتنيات التراثية القديمة المتنوعة ويحاول حالياً أن يضع هذه الادوات في متحف للتراث الشعبي السوري ويكون مقره في بلدته بيت ياشوط ليكون هذا المتحف منبراً لإيصال رسالته من خلاله للعالم وهو ماتحدث لنا عنه سليمان في حوار معه فعن خصوصية التراث السوري من وجهة نظره، يقول :نحن أبناء سورية التي هي امتداد ومنبع للحضارة الانسانية وهذه المقتنيات من الأدوات التي تدل على هويتنا كما أنها ذاكرة وراية للأجداد نعتز بها نحن وهي ايضا ذاكرة للأجيال القادمة عندما تتعرف على هذه المقتنيات التي كان أجدادنا يستخدمونها ما يحث الجيل القادم على الإبداع والعمل وتلك مسؤولية تاريخية ملقاة على عاتقنا.
وأضاف سليمان لذلك أنا أعمل بهذا الطريق للمحافظة على هذا الارث العظيم والذي يجب علينا جميعا اظهاره كحالة ثقافية ،وجدانية ،مجتمعية راقية.
وعن الأدوات التي يقتنيها سليمان ذكر قائلاً :استطعت اقتناء العديد من الفخاريات التي تعود الى آلاف السنين بالإضافة الى أطباق قش ونحاسيات والكثير من الادوات الخشبية التي كان اجدادنا القدماء يستخدمونها في الطعام وغيرها الكثير الكثير من الأدوات الاخرى ،ناهيك عن اللباس القديم،حيث حاولت أن أجمع كل الثقافات من الأدوات واللباس وكل شيء يتعلق بالحياة البسيطة القديمة التي عاشها آباؤنا وأجدادنا.
أما عن الصعوبات التي واجهها – يتابع سليمان – يعتبر الحصول على أي أداة من الأدوات القديمة عملا شاقا جداً وكلفني الكثير مادياً ونفسياً على حساب عائلتي وأشياء أخرى ،لكن شغفي وحبي لتلك الأدوات والتراث بشكل خاص منذ الصغر جعلني أقوم بها بشغف وحب على الرغم من الصعوبات الكثيرة التي تعرضت لها حيث كنت أسافر بين المحافظات للبحث ولاقتناء أي شيء يمكن أن يكون قديماً أو استخدم من قبل أجدادنا ومازالت عمليات البحث قائمة فعندما أسمع بأي شيء يمكن أن استطيع اقتناءه أذهب الى اي مكان لأحصل عليه.
وعن مشروعه المستقبلي القادم أشار : أتمنى أن أستطيع تحقيقه وهو متحف للأدوات التراثية وهو ماأعمل عليه حالياً ولكن الظروف المادية حالت دون ذلك وتمنى سيلمان في نهاية حديثه تقديم الدعم له من قبل الجهات المعنية ليستطيع تحقيق مشروعه الذي لطالما حلم به.
يعتبر سليمان أحد منظمي ملتقى قنديل في عام 2019كما أن له العديد من المشاركات في ملتقيات النحت رواسي جبلة 2014 ومشارك في ملتقى النحت على الخشب بلدة النقيب 2016 وفي ملتقى النحت جرمانا 2018 وملتقى قنديل اللاذقية 2019 وله مشاركة في ملتقى مجيب داؤود طرطوس 2019 كما له أيضاً مشاركات عدة في معارض (غاليري عامر في جبلة في عام 2014وعام 2018وعام 2019 ومعرض الخريف بدمشق 2017و2019وفي معرض مهرجان طرطوس الثقافي في عام 2018 ومعرض في صالة هيشون آرت اللاذقية 2018 ومعرض في صالة الحكمية للفنون باللاذقية 2018 وايضا له مشاركة في مهرجان جبلة الثقافي قلعة جبلة 2018 ومعرض مهرجان جبلة الثقافي ثقافي جبلة 2019.
كما أنه أحد منظمي ملتقى رواسي لفن النحت والتصوير في جبلة في عام 2014 في مطعم القلعة في قرية بيت ياشوط ،كما عمل أيضا العديد من المحاضرات والندوات المتعلقة بالتراث السوري في العديد من المراكز الثقافية ،في حين مثل سورية في معرض دولي خاص بالتراث برعاية احدى المنظمات الدولية.