يقولون إن أبلغ الدروس التي تبقى عالقة في العقل والقلب وتترك مجرى عميقاً في حيواتنا تلك التي ندفع ثمنها نحن ..بغض النظر عن الثمن أياً كان فهو مدفوع منا تجارباً ومعاناة..
وما من أحد منا خارج مدرسة الحياة ابداً، فكلنا دفعنا ثمن دروس تركت بصمتها .. هذه حالنا كأفراد فكيف اذا كان الدرس جماعياً ….يترك أثره على جغرافيا الوطن؟ فما من حبة قمح احترقت في اقاصي حقول الوطن الا واحترق نبض منا معها ولها.
وما من حدث ترك ولو ندبة مهما كانت صغيرة الا وهي وشم وعلامة على جبين كل واحد منا .
ها نحن اليوم على أبواب الخريف وموسم الحرائق لما ينته … امس مشيت على درب منذ ثلاثة عقود ونيف لم يكن دربي … هالني الوشم الأسود الذي اتشح به جانب من قريتنا … حريق التهم آلاف الاشجار من الزيتون ..
والحرائق كانت كما نعلم ضيفاً ثقيلاً مؤلماً على الجميع … فكل شجرة تحترق هي شريان في الجسد يتيبس يموت مؤقتا .. قد يطول مواته إلى أن يقيض له من يحييه زراعة واهتماما وهذا واجب الجميع ..
المؤلم في هذا الدرس أنه يمكن ألا يكون لو أن الطرق الزراعية قد أخذت مجراها وتم العمل عليها …
أمر لم يكن مكلفا يوما ما ومع ذلك تم تجاهله..
اليوم قد تكون التكلفة اكثر مرات ومرات .. ولكن لابد من العمل على مشروع الطرق الزراعية في كل مكان يحتاجه.. وتكلفة الإهمال كلما تأخر مثل هذا المشروع تكون مضاعفة ..
ثروات حراجية ..كروم مثمرة …حقول ..ثرواتنا الخضراء تحتاج إستراتيجية جديدة لحمايتها …لا يكفي أن نشدد العقوبات فقط بل لابد من عوامل وقاية تضاف إلى عوامل الردع .. نتوق لان يكون فصل الصيف القادم وفي شهور التحاريق فصل العبور الآمن إلى خريف النضج وشتاء الخير ..
وكم هو جميل ان يكون الدرس السابق نهائياً لنا ترك بصمته قدرة على تجاوز عجزنا..
معا على الطريق …ديب علي حسن