مشروع الغاز الأذربيجاني عبر تركيا إلى سوريا.. تعاون إقليمي لتعزيز البنية التحتية للطاقة 

الثورة:  

جدد وزير الطاقة والموارد الطبيعية التركي، ألب أرسلان بيرقدار، التأكيد على استمرار بلاده في تكثيف جهودها الرامية إلى إعادة الحياة إلى طبيعتها في سوريا، مشيراً إلى خط نقل الغاز الأذربيجاني الذي بدأ تشغيله عبر الأراضي التركية باتجاه سوريا.

وأوضح أن المرحلة الأولى من المشروع ستشهد تدفق 3.4 ملايين متر مكعب من الغاز يومياً، مع إمكانية رفع الكمية لاحقاً إلى 6 ملايين متر مكعب بفضل سعة الخط، مؤكداً أهمية إنشاء بنية تحتية للطاقة تُمكّن السكان من متابعة حياتهم اليومية.

وأضاف أن فريقاً فنياً تركياً أُرسل إلى سوريا للعمل على إعادة تأهيل البنية التحتية للطاقة على المدى القصير والمتوسط والطويل. وكانت عملية توريد الغاز من أذربيجان إلى سوريا قد انطلقت يوم السبت الماضي بتمويل قطري، وبحضور رسمي من الدول الأربع المشاركة، دعماً لقطاع الطاقة وتحسين واقع الكهرباء في البلاد.

من جانبه، كان وزير الطاقة، محمد البشير، قد أعلن عن خطة شاملة لإعادة هيكلة قطاع الطاقة، تتضمن تأسيس شركات قابضة في مجالي النفط والكهرباء على غرار كبرى الشركات العالمية مثل “أرامكو” السعودية و”قطر للبترول”، بهدف تعزيز الإنتاج وتطوير البنية التحتية.

وأوضح أن الوزارة ورثت بنية تحتية متهالكة في قطاعات النفط والكهرباء والمياه والثروة المعدنية، ما تطلب وضع هيكل تنظيمي جديد للقطاع.

وبيّن البشير أن الشركات القابضة ستدير جميع مراحل العمل من التنقيب والإنتاج والنقل إلى التوزيع والتكرير، لافتاً إلى أن تدهور محطات التوليد وتوقف بعضها، إضافة إلى نقص الغاز والفيول، قلّص ساعات التشغيل إلى 4–5 ساعات يومياً، رغم رفع القدرة التوليدية إلى نحو 5000 ميغاواط.

وكشف عن إعادة تأهيل خط الغاز بين سوريا وتركيا لتوريد 3.4 ملايين متر مكعب يومياً من الغاز الأذري، ما قد يرفع ساعات التشغيل إلى 8–10 ساعات قريباً، مع مفاوضات لشراء 2.69 مليون متر مكعب إضافية لزيادة التغذية الكهربائية بساعتين إلى ثلاث ساعات.

وأعلن الوزير عن جهود لإعادة تأهيل مصفاتي حمص وبانياس، حيث ارتفع إنتاج مصفاة حمص إلى 30 ألف برميل يومياً مع خطة لزيادته إلى 60 ألفاً، فيما تنتج بانياس نحو 100 ألف برميل يومياً. كما أشار إلى دراسة إنشاء مصفاة جديدة بطاقة 200 ألف برميل يومياً بالتعاون مع شركات منها “سوكر” التركية، بهدف جعل سوريا دولة مصدّرة للمشتقات النفطية.

وتتضمن الخطط أيضاً زيارة مرتقبة للعراق لبحث إعادة تأهيل خط النفط بين حقل كركوك وميناء بانياس، إضافة إلى توقيع مذكرة تفاهم مع السعودية للاستفادة من خبرات “أرامكو” وشركات أخرى في تطوير قطاع النفط والغاز. وأكد البشير أن الخطة تشمل التوسع في مشاريع الطاقة الشمسية والريحية، وتطوير أنظمة التخزين لضمان استقرار الشبكة، مع فتح المجال للمستثمرين المحليين لإنشاء محطات شمسية صغيرة بقدرات أقل من 10 ميغاواط، بما يسهم في تنويع مصادر الطاقة وتحقيق الاستدامة.

وكان وزير الاقتصاد الأذربيجاني، ميكائيل جباروف، قد اعتبر بدء ضخ الغاز الأذربيجاني إلى سوريا عبر الأراضي التركية خطوة أولى نحو مشاريع استراتيجية أوسع لدعم إعادة إعمار سوريا وتعزيز أمن الطاقة فيها، مشدداً على الأهمية التاريخية لهذا الإنجاز لبلاده وللمنطقة بأكملها.