الثورة اون لاين – علاء الدين محمد:
في عالم يخطو فيه العلم نحو التقدم والمعرفة ، وتتراكم فيه الاكتشافات بشكل مستمر ، يتنكر كثيرون لأسلوب التفكير العلمي الناقد ، بحجة أن العلم في حالة تطور مستمر أو يقارب الحقيقة وليس هو الحقيقة نفسها ، متناسين أن جهلنا بالحقيقة لا يعني أن نصدق أي ادعاء حول الوجود دون النقد والتجريب ، ولا يعني أنه يمكن المساواة بين جميع الفرضيات وطرائق التفكير المطروحة ، فشتان ما بين سقوط الأجسام نحو الأرض والقول بقوة الجاذبية أو القول إن الأرض تحب التقاط الأجسام الأصغر منها حجما .
كتاب جديد صادر عن وزارة الثقافة الهيئة العامة السورية للكتاب تحت عنوان (جذور المعرفة مقدمة في العلم والتفكير العلمي ) للكاتب حسين صالح السنيح .
الكتاب يتضمن خمسة فصول ،يبدأ بشرح بعض الجوانب من المنطق وكذلك كتمهيد للتفكير العلمي وإيضاح بعض المفاهيم المهمة التي ستساعد في فهم المنهج التجريبي ، وقد يبدو هذا الفصل ثقيلا بعض الشيء لكثرة التعريفات فيه ، ثم يأتي شرح المنهج التجريبي وخصائصه ومعوقات التفكير العلمي وغير ذلك ، ويتبعه شرح لمعنى النظرية العلمية ، ثم لمحة سريعة عن النموذج العلمي ، يتبع ذلك الكلام في العلم الزائف عن طريق نقد بعض أمثلته فمن اليسيرالتمييز بين ما هو علم وما هو علم زائف عن طريق تطبيق المنهج العلمي ، وإخصاع تلك الادعاءات له – إن كانت تخضع للتجريب أساسا وفي الفصل الأخير يتضمن الكتاب قراءة في العلم وعلاقته بالمجتمع بشكل عام من حيث تأثيره وتأثره بالحياة والأيديولوجيا والدين ، بالتالي يختلف الناس في تصورهم للحياة ،فهم يصورونها لأنفسهم في أشكال متباينة ، كل حسب ما يرمي .. والغريب في أمر هذه الصور التي يزعم الناس أنها تمثل الحياة هو تمسك كل منهم بصورته الخاصة ، وإنكاره على غيره كل خلاف أو معارضة .
ويرى الكاتب أن العلم قد أثبت عبر التاريخ فعاليته ، على عكس منظومات التفكير الأخرى التي تعتمد على التصديق دونما سؤال أو تحقيق ، فالطائرة تطير بسبب توافق منظوماتها في العمل مع المنظومة الفيزيائية المعروفة علميا بغض النظر عن رأي أحد أو معتقده في قدرتها على الطيران .
المنهج العلمي هو أسلوب في التفكير وأفضل أداة ابتكرها العقل البشري لفهم طبيعة العالم الذي يعيش فيه.