ليست المجالس والمؤتمرات الصحفية مجرد لقاءات يتم خلالها مناقشة التقارير والتوصيات التي يقدمها المكتب التنفيذي والمصادقة عليها، والمضي بعدها إلى سابق العمل بوضعه المرفوض، لكنها محطات للمراجعة والتقييم والتقويم والمواجهة والإجابة على الأسئلة الصعبة واقتراح الحلول للمشكلات الطارئة والمستقرة والناتجة عن تغير المعطيات والظروف الحاكمة والناظمة لآليات العمل الصحفي، ومدى تطابقه مع المعلومات والمعارف والدراسات والتطلعات التي رسمها ووضعها الصحفيون ذات يوم سبق، وعملوا على تحقيقها، ووقفوا أمام المتغيرات والمؤثرات المتداخلة التي غيرت أو بدلت من الوقائع بحيث حدت أو منعت من تحقيق الأهداف والتطلعات.
من هنا جاء انعقاد دورة مجلس اتحاد الصحفيين تحت شعار(حينما تلامس المؤسسات الإعلامية هموم المواطنين وتحاكي القضايا التي تحظى باهتمامهم تكسب ثقة المواطن وتساهم في تعزيز القاعدة الشعبية الداعمة لمؤسسات الدولة)، وهو شعار يمثل مطلباً شخصياً لكل صحفي عامل في أي مؤسسة إعلامية عامة أو خاصة، لا يختلف الأمر فيها في أي وقت من الأوقات، إذ أن العاملين في الإعلام جميعهم مقتنعون بضرورة العمل على بناء حالة من الثقة ما بين المؤسسات الحكومية من جهة وبين المواطنين من جهة أخرى بعد سنوات طويلة من ضياع أو ضعف هذه الثقة نتيجة الخلل في الوعود والعهود التي يقطعها مديرون ومسؤولون في مؤسسات الدولة المختلفة ولا يلتزمون بها الأمر الذي ما زال يشكل مشكلة شبه مستعصية على الحل بعد تراكم الأخطاء والأغلاط المتراكمة، وهنا يبرز دور الإعلام في هذه الفترة الصعبة للإطلاع بدور ريادي، وهو أمر قابل للتحقق كرد طبيعي لظروف الضغط والحصار والعدوان المتواصل على سورية على امتداد عشرة أعوام، كان الإعلام أحد أبرز أشكال العدوان.
جاءت دورة مجلس اتحاد الصحفيين الحالية بعد تأخير زمني فرضته الظروف المرافقة لانتشار فيروس كورونا وحالة الحجر وتوقف عمل الكثير من المؤسسات والهيئات ومواقع العمل والإنتاج وهو ما ترك أثره على النقاشات والحوارات فأعطاها سخونة تبدت منذ اللحظة الأولى، إذ كانت الحوارات ناجمة عن تحضيرات طويلة مسبقة مترافقة مع حالة من عدم الرضا عن أداء الحكومة وعمل النقابات والمنظمات بصورة عامة.
هذا الوضع الاقتصادي والمعاشي والاجتماعي يرتبط بالحرب الإرهابية بصورة كبيرة ويترك آثاره السيئة على الوضع المعاشي والتعليمي والصحي للمواطن وهو العامل الحاسم في العمل والأداء الصحفي والإعلامي في ظل الظروف الضاغطة والصعبة والمتزايدة في الضغط يوماً بعد آخر.
البحث والحوار يعلو ويتراجع بين حين وآخر لتبقى التوصيات والقرارات معبرة عن المطالب الحقيقية للصحفيين، فيما يبقى تنفيذها مرتبطاً بالجهات التنفيذية سواء داخل هيئات الاتحاد أم المؤسسات الحكومية.
معاً على الطريق- مصطفى المقداد