الثورة اون لاين – يمن سليمان عباس:
لم يكن يوما عاديا ، ولايمكن أن يصير عاديا مهما تقادم العهد والزمن ، يوم تشرين بل تحول تشرين من كابوس الهزيمة إلى النصر ،إلى الحياة الحرة الكريمة ، وإثبات الذات العربية بهية نقية خلاقة ، نصر ترسخ ومازال مستمرا . كتبه جنودنا ألابطال بدمائهم وهاهو اليوم يصبح ليس كتابا بل ملحمة مستمرة . عطر الأدباء حبرهم بنصرها , فمن منا لم يردد قصيدة سليمان العيسى الخالدون ومن منا أيضا لم يصدح بترصيع بالذهب على سيف دمشقي لنزار قباني وغيره ؟ تشرين في الثقافة والادب ملحمة تناولها المبدعون ،لكنها مازالت نضرة تستحث مع بطولات الجيش واحفاد تشرين ،تستحث ريشة الابداع , وكم كان سليمان العيسى صادقا وقادرا على قراءة الغد حين قال :
تشرين لم ينته الشّوط الذي بدأت خيولك البيض في الميدان من نفروا
نعم ، هم في الميدان ومعهم وبنبض عروقهم نحيا ونكتب غدا جديدا ، النصر ليس كلاما عابرا هو اليوم قصيدة كل سوري , كتبها دما ووعدا وبهاء , وعطاء , أحفاد تشرين ماضون بدحر العدوان , وجيشنا وشعبنا أكثر عزيمة وقدرة على النصر واجتراح المعجزات , وسنبقى نردد مع سليمان العيسى رائعته الخالدة:
ناداهم البرق فاجتازوه وانهمروا ….عند الّشهيد تلاقى الله والبشر
ناداهم الموت فاختاروه أغنيةً …. خضراء مامّسها عود ولاوتر
تقدّس المطر المجدول صاعقة …. وزنبقا ؛ ياشموخ الأرض يامطر
لا تفلتي قبضة التاريخ من غدنا أطفالك السّمر ياصحراء قد كبروا
ريشٌ على صهوات الرّيح فجّرها…. بالمعجزات وريشٌ راح ينتظر
تشرين ياموعد الفرسان ياقدراً يجثو على قدمي ميلاده القدر
أطلقتها من جحيم اليأس قافلة من العطاش بقنديل الضحى كفروا
بكرمة الضوء كادت كلّ بارقة على حزيران يا تشرين تنتحر
أطلقتها فسماواتي على بردى سكرى تعانق فيها الحبّ والخطر
تعانق فيها النّسر والتّاريخ ملحمة وكبّر العشب والينبوع والحجر
تعانق الفارس المقدود من ألمٍ والتّلّ فالعاشقان التّلّ والشّرر
وأينعت بالدّم الجولان وانضفرت سيناء ياروعة الإكليل ينضفر
سرّ الصّحارى , وسلها كلّما يبست من اين ينبع فيها الظّلّ والشّجر؟
من اين ؟ قالوا : كروم الصّيف قد عقمت من اين كلّ نبيذ المجد يُعتصر
الخالدون , على أهدابنا نبتوا عرائش الزّهو في أحداقنا سهروا
تنام أطفالنا تصحو على قصص وينسجون الرّؤى منها إذا كبروا
ويسالون فنعطيهم ونسحرهم آباؤهم فوق ما نعطي وما سحروا
صار الصّغير يمدّ اليوم قامته أبوه بالغيمة الحمراء يعتمر
يلقّن المعتدي درساً يعلّمه كيف الطّريق إلى الإنسان يُختصر
وكيف تهوي أساطيرٌ هياكلها في الحيّ بين يديّ أطفالنا أُكر
وكيف يرجع حقّ ظنّ سارقه أنّ الشّرائع بالسّكين تندثر
تشرين أمطارك الخضر التي كتبت أعمارنا لم يكن بالامس لي عُمرُ
دم الشّهيد أعاد اللون لون دمي وارتدّ ملء جفوني الضوء والبصر
في ساعتين خُلقنا كلّنا بشراً قبل الشّهادة لاوجه ولاصور
في ساعتين تعالت كبرياؤهما كيف انتهى في عصور الغربة السّفر ؟
دم الشّباب أفيقي يابيادرنا على العطاء وجُنّ الزّرع والثّمر
دم الرّجولة ياتشرين قيل لنا : لم يبق من خالد سيف ٌ ولا أثر
لم يبق من ضربة عذراء قاصمة في ذي الفقار ولافي نبرة عُمَرُ
افتحْ جناحيك ياتشرين مدّهما على الرّياح وخلّ الأرض تستعر
ودمّرْ الكذبة الصّفراء دمّرنا هذا القناع فما يبقي ولايذر
قلْ للهزيمة , قل للّيل موعدنا على التّلال وتدري من سيندحر
قلْ للحضارات , لن تمحي بزوبعة سوداء تطغى فتستعلي فتنكسر
قل للغزاة:كأسلاف لكم خبرٌ أنتم على أرضنا إن ننتفض خبر
الخندقان , وصلنا أمس غارهما وجددت في الهتاف الأسمر السّور
لم تنطفيء أيّها السّاقون من دمنا أفعى تألّه فيها البغي والأشر
لم ننطفىء وكأسلاف لكم خبرٌ أنتم على رملنا إن ننتفض خبر
ياشام , مدّي بساط الحبّ واحدة كأس العروبة وليخضوضر السّمر
اسقي العطاش… حديث المجد رائعةٌ من الملاحم يفنى دونها السّهر
شبابنا في متون الرّيح أشرعة وفي التلال دم بالنصر يأتزر
مدّي بساط الهوى مازال في دمنا من ياسمينك كنزٌ للهوى عطر
وقفت ِفي عتبات الخلد شامخةً
بالأنبياء تغطّى المرج والزّهر
يقاتل النّسر وينسى غير ملعبه ينسى في السّماوات اسمه الظّفر
يوشوش المهرة السّمراء مبتسماً في نعلك الموت .زأدري كيف أنتصر
أمانة البعث والتّاريخ في عنقي فأشرقي في دمي ياشمس ياقمر
تشرين , لم ينته الشّوط الذي بدأت خيولك البيض في الميدان من نفروا
في خندق النّار مازلنا وتعرفنا خنادق النّار عن قرب وتدّكر
الرّاكبون غرور الأامس مصرعهم تحت الغرور فشقّ الدربَ ياسحر
تطوان في بردى بغداد في بردى صنعاء في بردى والبيت والحجر
ملء الدّهر صماتة ٌ ويسكر الدّهر كبراً حين تنفجر
قصيدة ً نحن يمليها ويبدعها دم الشّهيد وجلّ العود والوتر
لأنّنا وجذور الشّمس في يدنا نقاتلُ الحلكَ الباغيَ سننتصرُ