حين الزيتون يعتصر

الثورة أون لاين – رشا سلوم:

لم تكن أياماً عادية أبداً تلك التي عشناها قلقاً ليزهر فيما بعد زهواً هكذا يصفها أحد من عاشها، ويضيف قائلاً التوقيت أول تشرين الأول عام ١٩٧٣م كنا صغاراً في ساحة المدرسة نلهو بانتظار أن يقرع جرس الدخول.
قبل دقائق من الموعد قرع الجرس وخرج معلمنا الأكثر حضوراً وطولاً ووقف على المنصة وبصوت عال…أبنائي اليوم تعودون إلى البيت دون تأخير.
حين نخبركم بالعودة إلى المدرسة.. عودوا .. صفقنا للعطلة للخبر .. لكن لا نعرف السبب، وبعيد قليل من الانصراف توجه كل واحد منا إلى حيث أهله.
هذا في قطاف الزيتون وذاك يحرث الأرض، ثمة شيء كنا ننتظره ولا سيما أن رجال القرية تسلّحوا واستعدوا لطاريء تخوّفنا منه.
لكن القلق تبدد في اليوم الثاني مع عنفوان أخبار تشرين مع النصر مع زغردة تطلقها النسوة.
إنها الحرب وأي حرب لم تخفنا… يقننا النصر .. بعد ثلاثة أيام توالت الأخبار جيشنا يقهر العدو.
تصل أخبار الشهداء لكن الأمهات زغردن فرحاً… قالت إحداهن… لقد انتقمنا لأرواح من فقدناهم في حزيران.
صباحاً يتوجه أبناء القرى كل إلى عمله، كان نصيبنا أننا نقطف الزيتون في واد جميل ساحر… تحفّ به الأشجار من كل حدب وصوب.
زيتوننا المعمر ينضج في زمن النصر… زيتون جادّ بكل ما يمكن أن يكون الجود…وفجأة سمع في سماء القرية دوي صوت قوي جداً…
ننظر إلى السماء نسر من نسورنا ينقضّ على طائرة معادية حاولت التسلل إلى الداخل مطاردة في زرقة البهاء.
نتلهف لما نرى وتتحطم الطائرة المعادية تصبح مزقاً لا أحد يدري كيف يمكن جمعها..
لكن خزان وقود منها يسقط في القرية.. نتحلق حوله… سقط جدار الخوف من كل شيء … مازال الخزان ساخناً..
لكن لا بدّ من حمله من أسفل الوادي إلى أعلى القرية… حمله ثلة من الشباب وصعدوا به إلى ساحة القرية، ظل سنوات وسنوات في المكان ثم تحوّل فيما بعد كما طائرته إلى مزق..
واستمر موسم قطاف الزيتون على وقع الانتصارات في جبل الشيخ والجولان.. حرب الاستنزاف بطولات تكتب تاريخنا… نعيشها اليوم كما كان الأمس لا أحد يمكنه أن يخرج من دائرة النصر التي أبدعها الجيش العربي السوري وها هم الأبناء والأحفاد يكملون الدرب يرسمون خطاً للكرامة..
تشرين صناعة الكرامة في موسم الزرع والحصاد.. تشرين غرسك بيادر عطاء لم ولن تنتهي.
وكما قال نزار قباني هي الشام ونصرها هي الدهر الخالد شام.. يا شام.. يا أميرة حبي كيف ينسى غرامه المجنون؟ أوقدي النار فالحديث طويل وطويل لمن نحب الحنين… جاء تشرين إن وجهك أحلى بكثير ….ما سره تشرين.؟؟؟ يا دمشق البسي دموعي سواراً وتمني ……..فكل صعب يهون رضي الله والرسول عن الشام فنصر آت …….وفتح مبين….. مزقي يا شام خارطة الذل… وقولي للدهر …كن فيكون…. كتب الله أن تكوني …..دمشقاً بك يبدأ……وينتهي التكوين.. صدق السيف حاكماً وحكيماً وحده السيف يادمشق اليقين علمينا فقه العروبة ياشام فأنت البيان ……..والتبيين وطني ياقصيدة النار والورد تغنت بما صنعت القرون…. إن نهر التاريخ ينبع من الشام أيلغي التاريخ طرح… هجين نحن عكا ونحن كرمل حيفا.. وجبال الجليل واللطرون.

آخر الأخبار
الرئيس الأسد يصدر قانون إحداث وزارة “التربية والتعليم” تحل بدلاً من الوزارة المحدثة عام 1944 هل ثمة وجه لاستنجاد نتنياهو بـ "دريفوس"؟ القوات الروسية تدمر معقلاً أوكرانياً في دونيتسك وتسقط 39 مسيرة الاستخبارات الروسية: الأنغلوسكسونيون يدفعون كييف للإرهاب النووي ناريشكين: قاعدة التنف تحولت إلى مصنع لإنتاج المسلحين الخاضعين للغرب الصين رداً على تهديدات ترامب: لا يوجد رابح في الحروب التجارية "ذا انترسبت": يجب محاكمة الولايات المتحدة على جرائمها أفضل عرض سريري بمؤتمر الجمعية الأمريكية للقدم السكرية في لوس أنجلوس لمستشفى دمشق الوزير المنجد: قانون التجارة الداخلية نقطة الانطلاق لتعديل بقية القوانين 7455 طناً الأقطان المستلمة  في محلجي العاصي ومحردة هطولات مطرية متفرقة في أغلب المحافظات إعادة فتح موانئ القطاع الجنوبي موقع "أنتي وور": الهروب إلى الأمام.. حالة "إسرائيل" اليوم السوداني يعلن النتائج الأولية للتعداد العام للسكان في العراق المتحدث باسم الجنائية الدولية: ضرورة تعاون الدول الأعضاء بشأن اعتقال نتنياهو وغالانت 16 قتيلاً جراء الفيضانات والانهيارات الأرضية في سومطرة الأندونيسية الدفاعات الجوية الروسية تسقط 23 مسيرة أوكرانية خسائر كبيرة لكييف في خاركوف الأرصاد الجوية الصينية تصدر إنذاراً لمواجهة العواصف الثلجية النيجر تطلب رسمياً من الاتحاد الأوروبي تغيير سفيره لديها