الثورة أون لاين :
فاز عالمان أميركيان وعالم بريطاني يوم الاثنين بجائزة نوبل للطب لعام 2020 لجهودهم في اكتشاف فيروس التهاب الكبد الوبائي (سي) الذي يصيب الكبد بالتليف والسرطان، وهي جهود امتدت لعقود من الزمن وساعدت في الحدّ من انتشار المرض القاتل وتطوير عقاقير مضادة للفيروسات لعلاجه.
حيث أتاحت اكتشافات العلماء هارفي ألتر وتشارلز رايس والبريطاني بريتون مايكل هوتون فرصة الآن للقضاء على فيروس (سي)، وهو الهدف الذي تسعى منظمة الصحة العالمية لتحقيقه خلال العقد القادم.
وقال ألتر (85 عاماً): ”إنه أمر من العالم الآخر، شيء لا تعتقد أنه سيحدث على الإطلاق“.
ويتقاسم العلماء الثلاثة الجائزة وقدرها عشرة ملايين كرونة سويدية (1.1 مليون دولار)، وذلك لاكتشاف وإثبات أن فيروساً ينتقل عبر الدم يمكن أن يسبب الإصابة بالتهاب الكبد الوبائي (سي)، الذي يصيب أكثر من 70 مليوناً حول العالم ويتسبّب في نحو 400 ألف حالة وفاة كل عام.
وقال توماس بيرلمان الأمين العام لجمعية نوبل: إن الترشيحات لجائزة هذا العام سبقت انتشار جائحة فيروس كورونا المستجد، لكن اختيار الفائزين يقرّ بأهمية اكتشاف فيروس باعتبار ذلك الخطوة الأولى لكسب المعركة مع مرض جديد.
وقال رايس للصحفيين عبر مكالمة بالفيديو: إنّ إحراز تقدّم في تسلسل الجينات قد يمكّن الباحثين من تحقيق تقدّم “رائع” نحو تطوير علاجات ولقاحات لمرض كوفيد-19.
ووفق منظمة الصحة العالمية، فإنّ ما يقرب من ثلاثة ملايين ممن يعانون من التهاب الكبد الوبائي (سي) هم مصابون أيضاً بفيروس نقص المناعة المكتسب (اتش.آي.في) الذي يسبب مرض الإيدز.
وهذه ثاني مرة تُمنح فيها جائزة نوبل في الطب لبحث يتعلق بالتهاب الكبد الوبائي بعد أن فاز الطبيب الأميركيّ باروك بلومبرج بالجائزة عام 1976.
ومنحت الجائزة المشتركة للبحث الذي يعود تاريخه إلى الستينيات عندما توصل ألتر، وهو من المعاهد الوطنية الأميركيّة للصحة، إلى أن مرضاً يختلف عن التهاب الكبد الوبائي (إيه) أو (بي) يصيب الكبد ويمكنه أن ينتشر من خلال نقل الدم.
فقد قام فريق من الباحثين باستنساخ فيروس جديد في منتصف الثمانينات من بقايا في دم شمبانزي مصاب بالفيروس.
وأطلق اسم التهاب الكبد الوبائي (سي) على المرض الذي يسبّبه، وأتاح التعرّف عليه إجراء فحوص للتحقق من إمدادات بنوك الدم والحدّ بشكل كبير من انتشار المرض الذي يمكن أن يسبب مشكلات صحية كتليف الكبد وسرطان الكبد.
وألغت مؤسسة نوبل الحفل التقليدي لمنح الجوائز في كانون الأول وستقدّمها بدلاً من ذلك في مراسم تلفزيونية بدلاً من البثّ الحيّ في ستوكهولم.
وستتم دعوة الفائزين بالجوائز للعام الحالي للاحتفال إلى جانب الفائزين في عام 2021، بافتراض انحسار الجائحة بحلول ذلك.
حيث إنّ جائزة الطب هي أولى الجوائز التي تمنح هذا العام، والجوائز التي تمنح في مجالات العلوم والأدب والسلام تأسست بناء على وصية رجل الأعمال السويدي ومخترع الديناميت ألفريد نوبل، وتُمنح منذ عام 1901.