إننا لمنتظرون

لا يمكن لتشرين أن يمر مرور الكرام على ذاكرة السوريين دون العودة إلى أروقة ذاك الزمن .

تشرين حرب التحرير التي انتصرنا فيها واستعدنا الأرض المغتصبة ورفعنا العلم السوري على قمة جبل الشيخ الذي ذهب دونه الشهداء والأبطال وغسل الجنود أيديهم في مياه بحيرة طبريا وشموا عطر تفاح بانياس .

تشرين الذي كان انتصارا” ساحقا” لإرادة السوريين في استرجاع الجولان بعد ست سنوات فقط من احتلاله في حرب النكسة حرب حزيران في عام 1967.

لكن بعد كل هذه الانتصارات وتثبيت أقدام الجيش السوري البطل في تلال الجولان ورفع العلم السوري في القرى والبلدات السورية جاءت الطعنة من أنور السادات الرئيس المصري الذي خان الجيش المصري والسوري والشعب العربي عموما” على الرغم من تقدم الجيش المصري باتجاه سيناء وتحريرها وفتح ثغرة الدفرسوار في الجبهة المصرية بكل شجاعة وبسالة وإيمان ..

و حين تراجع الجيش المصري تقدم العدو وراح يحاصر الجنود الأبطال الذين اجتازوا خط بارليف خط العدو الإسرائيلي مخلفا” الضحايا والشهداء، بينما السادات يعلن خطته وسلامه الكاذب مع العدو.

كان الجيش العربي السوري يتقدم حينها ويقاوم الهجمات الارتدادية للصهاينة بعد أن جاءهم الدعم الأميركي بالسلاح والطيران والجنود إضافة إلى الإعلام الدولي.

على الرغم من التشرذم العربي الذي أدى إلى تفكك جبهات النضال التي تلتقي عند فلسطين ظلت سورية متمسكة بمبادئها وقيمها العروبية وهويتها القومية ما أدى إلى دعم المقاومة اللبنانية وانتصار هذه المقاومة على العدو الصهيوني وخاصة انتصار الألفين وستة حيث كانت سورية الحليف والداعم والمشارك في معركة مصيرية غيرت المعادلات التي كانت ترتبط بكيان الاحتلال وجعلته يعيد حساباته ويحذر من غضبة الشعوب المقهورة لتي تقودها قيادات ثورية وطنية مخلصة مؤمنة بأن ما أخذ بالقوة لا يرجع إلا بالقوة .فبدأ الرد بالمؤامرة تلو المؤامرة على سورية وعلى شعبها وقيادتها وقد تحدث السيد الرئيس بشار الأسد في خطاباته العديدة بأن إرادة النضال عند السوريين هي إرادة موروثة عن الآباء والأجداد ولا يمكن التراجع عنها ولا المساومة عليها رافضاً الانحناء إلا لله .

كانت الهجمة كبيرة على سورية, ثم ازدادت شراسة مع ازدياد تطورها وتماسكها .ثم بدأت الخيوط الغربية والعربية والتركية المحبوكة بالمال العربي تتكشف للنيل من سورية ومن شعبها وتراصها وتطورها بعد أن صارت مكتفية بذاتها زراعيا” وصحيا” وتعليميا” وصناعيا” ..تحسنت أحوال المواطنين وزادت الرواتب وبدأت ثورة المعلوماتية تصل إلى سورية ..فتوفر الأنترنت ووسائل الاتصال وبدأت خطوات ازدهار وتطوير تعم البلد الذي انفتح على الآخر وسعى لتعميق دور سورية عربيا” ودوليا” .لكن كما ذكرت بدأت المؤامرة تظهر من تحت العمامات والعباءات والقبعات وبدأت موجة اغتيالات لعناصر الجيش تحت اسم الربيع العربي الذي بدأ في تونس وامتد إلى مصر ثم ليبيا والعراق ومن ثم إلى سورية وهكذا تم توجيه بوصلة الربيع العربي الكاذب إلى الأنظمة الجمهورية ولم تصل إلى أي نظام غير جمهوري . بينما احتمت الأنظمة الرجعية بالغرب فشكل لها الحماية مقابل التبعية ودفع الأموال وعقد الصفقات المذلة .

عشر سنوات مرت تقريبا” على الثورات الكاذبة ..تحطمت بلدان وشعوب واقتصادات ومؤسسات ..انهمر دم كثير ..وربما سينهمر لاحقا” الأكثر ..دمرت احياء وقرى واستشهد مئات الآلاف من السوريين ونحن ما زلنا نحن ..نقاتل ونؤمن بالكفاح من أجل سورية ووحدة سورية ونصبر على الحصار والدمار لعل تشرين جديدا يأتي ويأتي معه النصر الأكيد وهو بإذن الله – ليس ببعيد ..وإننا لمنتظرون .

معا على الطريق- أنيسة عبود

 

 

آخر الأخبار
"المنظمات الأهلية" تحذر من انهيار منظومة العمل الإنساني في غزة القوات الروسية تحرر بلدة في دونيتسك وتدمر 12 مسيرة أوكرانية كوريا الديمقراطية: التعاون الثلاثي بين واشنطن وسيئول وطوكيو يعمق المواجهة كنايسل: الناتو سيدخل حرباً إذا ضربت كييف العمق الروسي "السورية للتجارة"  امام اختبار تسويق  20 ألف طن حمضيات .. فهل تنجو ؟ الرئيس الروسي يقر العقيدة النووية المحدثة لبلاده تحضيراً للدعم النقدي.. المركزي يذكّر بضرورة الإسراع بفتح الحسابات الدفاع الصينية: تدريبات صينية – باكستانية مشتركة لمكافحة الإرهاب طهران: العقوبات الأوروبية والبريطانية ضدنا انتهاك واضح لحقوق الإنسان  الخارجية الصينية: مواصلة تعزيز التعاون الثنائي بين بكين وموسكو ثلاثة شهداء برصاص الاحتلال خلال عدوانه على جنين في زيارة عمل لبحث التطورات في المنطقة… الوزير صباغ يصل إلى طهران بايدن يمهد لترامب بتصعيد مع روسيا "الغارديان": الكرملين يعتبر أن بايدن يؤجج نار الصراع في أوكرانيا تشاينا ديلي: العلاقات التقنية الصينية الأمريكية بحاجة إلى تعميق السفير الضحاك: اعتداءات “إسرائيل” وامتلاكها أسلحة دمار شامل يستدعي بشدة إنشاء منطقة خالية من هذه الأ... أثرت سلباً على أداء المواصلات الطرقية بطرطوس.. تعديل تصنيف الطرق المحلية إلى مركزية دون زيادة الاعتم... زراعة 7000 هكتار بالشعير في درعا.. والأمطار تبشر بالخير تقييم أداء وجهوزية مراكز الكشف المبكر لنقص السمع عند حديثي الولادة شح كميات مازوت التدفئة  المخصصة لدرعا