الثورة أون لاين:
يجتهد القائمون على أدب الأطفال من أدباء ورسامين ومهتمين بشؤون الطفولة في تقديم مايليق بالطفل من أجل الارتقاء بذائقته الفنية والفكرية والقيمية التربوية، ولكن هل ماينتج يحاكي طموحاتنا، وهل ثمة معوقات تقف حجر عثرة في سبيل الوصول إلى أدب طفلي حقيقي يتمتع بمقوماته التي تنهض به وبالطفل معا؟
وللوقوف عند أدب الطفل وفنه بين الواقع والطموح، أقام فرع دمشق لاتحاد الكتاب العرب جلسة حوارية أدارها قحطان بيرقدار رئيس تحرير مجلة أسامة، وشارك في الندوة كل من الأديبة أميمة ابراهيم، وأريج بوادقجي رئيس تحرير مجلة شامة، وضحى الخطيب فنانة تشكيلية، ورامز حاج حسين المشرف الفني في مجلة أسامة
غصة كبيرة
بينت الأديبة أميمة ابراهيم أن أدب الأطفال ليس بخير، وهناك العديد من المشاكل التي تعترضه ومن الصعوبة تجاوزها وأهمها عدم إمكانية الطباعة الورقية لتكلفتها الباهظة، والاعتماد الأكثر يكون على مطابع وزارة الثقافة واتحاد الكتاب العرب.
وهناك الكثير من المطبوعات في الجهات الخاصة تتمتع بطباعة ورسوم فاخرة لكنها في أغلبها تخلو من المضمون الهادف، بل قوامها الاستسهال في الكتابة للطفل على صعوبتها وأهميتها، وعندما نتطلع إلى واقع أدب الطفل وطموحاتنا فثمة غصة كبيرة تنتابنا ونتمنى أن نتجاوزها.
رحلة بحث شاقة
مجلة شامة موجهة للأطفال من عمر 4 حتى 8 سنوات وهي مرحلة الطفولة الأولى، تقول أريج بوادقجي رئيس تحرير مجلة شامة: تسعى المجلة للوصول إلى الأطفال من خلال النص المترافق مع الرسوم المناسبة والمميزة التي تنمي الذائقة الجمالية لديه مع التركيز على القيم التربوية بعيدا عن الوعظ والإرشاد ضمن فكرة مكثفة إبداعية مترافقة بالرسم الملائم، لكن الكتاب قلائل ونحن في رحلة بحث شاقة عنهم.
ورغم الجهود الكبيرة وطاقم العمل الذي يجتهد لتقديم المجلة بأفضل صورة ولكن ينقصنا الإمكانات لإيصالها للأطفال في جميع أنحاء القطر، وإن قصرنا في السابق دعونا نعمل للمستقبل.
الثمن باهظ والاهتمام قليل
بدأت عملها في رسوم الأطفال تعتمد أسلوب” الكولاج” تقول الفنانة التشكيلية ضحى الخطيب” أغراني عالم الطفل والخيال المبدع والألوان الجميلة، ولاشك العمل في رسوم الأطفال يحتاج مهارة خاصة ويجب أن تكون الرسوم موازية للنص المترافق معها، وهذا يحتاج ثقافة عالية واطلاع والاستفادة من خبرات الآخرين لاكتساب رؤية جديدة، وربما توقفي للرسم للمؤسسات الحكومية كان بسبب كثرة التكاليف وقلة الأجور، مادفعني للعمل في دور النشر الخاصة.
ونقابة الفنانين التشكيليين لاتقدم خدمات للفنان، ولكن أقول أن حياتنا صعبة ويجب أن نعمل لإنجاز أدب مميز يليق بذكاء أطفالنا وسومات تشبهنا في بيئاتنا وتحاكي أطفالنا.
رجع الصدى
وتحدث رامز حاج حسين عن صناعة الرسوم المتحركة التي في أساسها تعتمد على الخلق والإبداع، ويجب أن تكون صناعة سورية بامتياز” كتابا وفنانين” ولكن للأسف لم تحظ هذه الصناعة بالاهتمام اللازم، بل نكتفي بالمستورد من الأفلام وهي بعيدة كل البعد عن واقعنا وفكرنا وثقافتنا.
ويضيف: نطمح لوجود خطة وطنية للنهوض بأفلام الرسوم المتحركة، وكثير من الورش الخاصة عملت على تطوير هذه الصناعة، ولكن ذلك يحتاج تمويلا كبيرا والمؤسسات المعنية مقصرة في هذا الجانب إلا بعض الجهود من مثل ماقدمه طالب عمران لدعم هذه التجارب، رغم وجود الكثير من المواهب والطاقات الإبداعية المميزة وتنتظر وجود شركات تتبنى عملها.
فاتن أحمد دعبول