الثورة أون لاين – ترجمة ختام أحمد
تنتهي صلاحية المعاهدة الجديدة لتخفيض الأسلحة الاستراتيجية (ستارت) بين موسكو وواشنطن في 5 شباط القادم إذا لم يتم تمديدها، وقد اقترح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في وقت سابق تمديد المعاهدة لمدة خمس سنوات دون أي شروط مسبقة.
في المقابل، المبعوث الرئاسي الأمريكي الخاص للحد من الأسلحة مارشال بيلينجسلي قال لصحيفة كوميرسانت الروسية، إن واشنطن تعرض على موسكو تمديد معاهدة خفض الأسلحة الاستراتيجية الجديدة (ستارت) لأقل من خمس سنوات من أجل صياغة وثيقة جديدة متعددة الأطراف في أقرب وقت: “لقد اقترحنا فترة زمنية أقصر من اقتراح روسيا بتمديد المعاهدة، لا يمكننا أن نرفع قدمنا عن الدواسة، كما يقولون، لذلك نحتاج إلى الشروع في صياغة الاتفاقية التالية، ولهذا السبب نحن نفكر في فترة زمنية أقصر” .
ونوَّه المبعوث الأميركي إلى أن مدة هذه الفترة ستعتمد على مرونة موقف الحكومة الروسية من الأمر، وأضاف المبعوث الأميركي “إن واشنطن ستعدل موقفها التفاوضي اعتماداً على رد الفعل المحتمل من قبل روسيا، مشيراً إلى أن بلاده وضعت خطة عمل واضحة جدًا ومفيدة لكلا البلدين”، كما أكد أنها خطة تعكس تلك المناقشات التي أجراها رئيسا البلدين، قائلاً “الكرة الآن في ملعب روسيا”.
المبعوث الأميركي أوضح أيضاً أن الولايات المتحدة تريد مذكرة بشأن معاهدة ستارت الجديدة، وأن بلاده مستعدة لإبرام مذكرة رئاسية مع روسيا بشأن مسألة التمديد، لكنها لن تكون مستاءة إذا انتهت صلاحية المعاهدة في شباط المقبل ولم يبرم الطرفان المذكرة، وبرر ذلك بأن المعاهدة تضع قيودًا إضافية وضارة على الولايات المتحدة.
بيلينجسلي أوضح أيضاً إن واشنطن عرضت على موسكو فرصة إبرام اتفاق يشبه المعاهدة التي لن تتطلب التصديق قبل تمديدها، وأضاف إن هذا يمثل صفقة جيدة، وبحسب رأيه، فهو أمر مهم بشكل خاص بالنظر إلى أن الثقة المتبادلة بين موسكو وواشنطن وصلت إلى نقطة منخفضة.
وقال بيلينجسلي بما يشبه التهديد، “إنه في حال رفض روسيا قبول الاتفاق، يمكن أن تتوقع وضع شروط أسوأ على طاولة المفاوضات إذا أعيد انتخاب ترامب في 3 تشرين الثاني القادم”، أما بشأن الصين فقد قال المبعوث الأمريكي: “إن أي اتفاقية أولية للحد من الأسلحة قد يتم إبرامها بين روسيا والولايات المتحدة قبل تمديد معاهدة ستارت الجديدة يجب أن تحتوي على بند بشأن الصين، وحسب رأيه، فإن إطار الحد من التسلح بين روسيا والولايات المتحدة، الذي اقترحته واشنطن، يجب أن يعالج على وجه الخصوص قضايا الشفافية فيما يتعلق بالرؤوس النووية.
وحول موضوع تبادل البيانات، أكد المبعوث الأميركي أنه يجب على الولايات المتحدة وروسيا تبادل المعلومات حول اختبارات الصواريخ خمس مرات على الأقل في السنة، كما هو مبين في المعاهدة، مشيرًا إلى أن هذه العملية تتم حاليًا مرة واحدة فقط في العام، وأضاف أن بلاده مستعدة لمناقشة قضية أنظمة الدفاع الصاروخي مع روسيا، لكن موسكو لم تطرح أي مقترحات في هذا الصدد، مؤكداً أن بلاده لن تفرض أي قيود على الدفاع الصاروخي.
أما بالنسبة للموقف الروسي من تمديد معاهدة ستارت الجديدة فقد جاء على لسان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في أواخر آب الماضي، حيث قال لافروف إن الولايات المتحدة قدمت شروطاً غير واقعية للحفاظ على معاهدة ستارت الجديدة، “بما في ذلك اشتراط انضمام الصين إلى هذه الوثيقة، وأضاف أن نتيجة المحادثات حول مستقبل معاهدة ستارت الجديدة لا تزال غير واضحة، لكن روسيا، على أي حال، لن تلبي متطلبات واشنطن، بما في ذلك تلك المتعلقة بمشاركة الصين في المعاهدة.
وبعد محادثات فيينا في وقت سابق من شهر آب الماضي، قال نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف إن أولويات البلدين “مختلفة للغاية” في الوقت الحالي، وبحسب الدبلوماسي الروسي، فإن الولايات المتحدة لم تستبعد تمديد معاهدة ستارت الجديدة، لكنها رفضت تسجيل هذه النية، وأشار ريابكوف إلى أن روسيا ليست مستعدة لتمديد المعاهدة بأي ثمن، ومن المرجح أن تقرر الولايات المتحدة قريباً عدم تمديد المعاهدة، وقد أوضح الدبلوماسي الروسي في أواخر عام 2019، أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين اقترح تمديد المعاهدة لمدة خمس سنوات ولكن دون أي شروط مسبقة.
يشار إلى أن معاهدة ستارت الجديدة هي آخر اتفاقية سارية حتى الآن للحد من الأسلحة بين موسكو وواشنطن بعد انهيار معاهدة القوى النووية متوسطة المدى. وبموجب الاتفاق، الذي تم توقيعه عام 2010، اتفقت الولايات المتحدة وروسيا على خفض عدد الصواريخ النووية الاستراتيجية بمقدار النصف ، والحد من عدد الرؤوس الحربية النووية الاستراتيجية المنشورة إلى 1550 لكل منها، هذا وستنتهي مع انتهاء صلاحية المعاهدة في 5 شباط القادم.
سبوتنيك انترناشونال
بقلم : أوليغ بورونوف